الثورة :
مهرجان القلعة للسينما
احتضنت أروقة المعهد التقاني للفنون التطبيقية في قلعة دمشق افتتاح مهرجان القلعة للسينما الطلابية بدورته الثانية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما والمستمر حتى 15 من الشهر الجاري.
ويشكل مهرجان القلعة للسينما الطلابية فرصة مهمة للشباب السوريين الدارسين للسينما بعلومها واختصاصاتها المختلفة والهواة لعرض أفلامهم وتجاربهم أمام الجمهور والاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها.
ويعرض في المهرجان 40 فيلماً عربياً وأجنبياً من 21 دولة إضافة إلى 12 فيلماً سورياً تتوزع بين إنتاجات المعهد التقاني للفنون التطبيقية ومشروع دعم سينما الشباب الذي ترعاه مؤسسة السينما.
وتخللت حفل افتتاح المهرجان فقرة موسيقية أداها عدد من طلبة المعهد العالي للموسيقا بقيادة الموسيقي أسامة أبو سعدة ليعرض بعدها الفيلم الإسباني بعنوان البرزخ.
وشملت عروض اليوم أفلام “هللوس وترنيمة الحرب وفصول” من سورية و”جيران غرباء ومن أين يأتي المطر” من إسبانيا و”المتسكعان” من فرنسا و”عقاب” من البرازيل و”الجنازة” من إيران.
(الخادمات).. عمل عالمي بمواصفات محلية
استحضر المخرج المسرحي الشاب نورس الملحم العمل العالمي الخادمات للكاتب الفرنسي جان جانييه بما يحمله من تساؤلات وجودية وأخلاقية وفكرية لتؤديه عدة شابات موهوبات على خشبة مسرح قصر الثقافة في مهرجان السويداء المسرحي الخامس.
العرض الذي انطلق من مقولة عندما تقف المسألة الأخلاقية على مفترق طرق يكون السؤال هل الغاية تبرر الوسيلة عكس على مدى خمسين دقيقة خفايا العلاقة بين السيد والعبد والعبد وأخيه وما يشوبها من ألم وحقد وشبهات ورغبة في الانتقام عبر قصة شقيقتين تعملان في خدمة سيدة أرستقراطية ثرية وأنيقة ولطيفة يغيظهما أسلوب تعاملها ليظهر على شكل مشاعر حقد وكراهية خلال تناوبهما في لعبة تقليد أسلوبها وتبادل الأدوار في محاولة لكسر الحاجز الطبقي وإشباع شهوة السلطة.
وتستغرق الخادمتان الحاقدتان في هذه اللعبة وتقمص الأدوار كمسرح داخل مسرح حينما جعلت سولانج أختها كلير التي لعبت دور السيدة تتجرع الكوب المسموم لتنصب الأولى نفسها السيدة على حساب شقيقتها ومنظومتها الاجتماعية التي ضربتها عرض الحائط كما يوضح معد ومخرج العمل الملحم.
الجدار لسارتر … عرض راقص
استوحى مصمما الرقص رأفت زهر الدين وجواد حمزة من قصة للأديب الفرنسي جان بول سارتر بعنوان الجدار عرضهما الراقص بالاسم ذاته ليقدماه عبر ثلاث أمسيات في صالة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون..
اعتمد العرض على مدى 45 دقيقة على ثماني لوحات راقصة لعدد من الراقصين والراقصات من النمط المعاصر ما بين الأشكال الجماعية والثنائية ليغوص في عوالم النفس البشرية عندما تقف أمام خيارات الحياة والموت عبر محاولة لتعرية هذه المواقف الوجودية والعلاقات الإنسانية وما يرتبط بها من قرارات مصيرية.
ويحسب لمصممي العرض الجرأة في تناول نص أدبي واقتباس عرضهما الراقص من أفكاره النفسية والفكرية العميقة لتتحول إلى لغة الجسد التي قدمها راقصون وراقصات شباب الذين بدا واضحاً حماسهم لتقديم عرض مختلف بأفكاره وأدائه رغم صغر سنهم ومحدودية خبرتهم في تقديم مثل هذه العروض المركبة والصعبة.
وشكلت الموسيقا التي ألفها ووزعها المايسترو رعد خلف الحاضر الأقوى في العرض من خلال قدرتها على نقل المناخات النفسية المعقدة لأبطال الحكاية بتوليفة موسيقية مميزة قدمت الكثير من الخيال للمصممين زهر الدين وحمزة ليجسداها بحركات وتشكيلات معبرة بلغة الجسد.
أما السينوغرافيا التي صممها كل من أحمد العلبي وانجي سلامة فاعتمدت الجدار في عمق الخشبة على شكل مربعين ضخمين تتشابك الخيوط في نسج مساحتهما الداخلية مع إمكانية فتحهما وإغلاقهما بحركة من الراقصين الذين بدؤوا عرضهم من هذا الجدار بوضعيات متنوعة تعكس حالة التشظي والانغلاق على الذات والضياع في متاهات النفس الداخلية وبأزياء صممتها لوتس الجردي عكست الحالة النفسية للأبطال.
60 لوحة لمجموعة جانو للفنون صالة جوليا دومنا
ستون لوحة من الأحجام المتوسطة والصغيرة نفذتها مجموعة جانو للفنون حول مواضع إنسانية وعن الطبيعة بتقنيات لونية جديدة ومواد مختلفة.
وشارك في الأعمال التي احتضنتها صالة جوليا دومنا للفنون 18 فناناً عملوا جميعاً في مجمل اللوحات ليثبتوا أن العمل الجماعي في الفن والإبداع يمكن أن يكون ناجحاً ويحقق نتائج جيدة.
الفنان وليد جانو المشرف على الأعمال والذي عمل طيلة أربعة عقود في مجال التصميم والإخراج أوضح في تصريح لـ سانا أن الأعمال المشاركة في المعرض صممت بطريقة الرسم الالكتروني “ديجتال” ثم نفذت يدوياً على القماش أو الخشب أو الورق المقوى باستخدام المعجون ومواد مختلفة وألوان فضية ومذهبة كنوع من التجديد في فن اللوحات.
ونوه الفنان جانو بميزة اللوحات كونها حصيلة عمل جماعي تنفذه المجموعة التي بدأت منذ 12 عاماً معتبراً أن الأفكار الجماعية أكثر غنى من الفردية مبيناً أنه “بالأعمال الجماعية يتم التشاور وموازنة الأفكار لنخرج بفكرة واحدة أكثر بهاء وإشراقاً ويظهرها الانسجام والتآلف بين المشاركين كأنها نفذت بيد واحدة”.
الباحث نذير خوري مستشار في وزارة الثقافة وصف المعرض بالمتميز لأن فكرته جديدة من حيث الموضوعات التي عالجها ولجهة استخدام اللون والأساليب الفنية المستخدمة والدور المهم الذي أعطي للمرأة بموضوع اللوحات باعتبارها نصف المجتمع مشيراً إلى أهمية العمل الجماعي في هذا المجال.