الثورة – ريم صالح:
الدور الصهيوني التحريضي والتخريبي هو الطاغي على مسار محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، من أجل عرقلة الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى اتفاق يلزم أميركا والدول الغربية برفع عقوباتها الجائرة عن إيران، لأن هذه العقوبات غير قانونية وغير أخلاقية، لاسيما وأن الجمهورية الإسلامية وحدها من التزم بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم عام 2015 خلافا لواشنطن التي انتهكته وانسحبت منه بعهد إدارة دونالد ترامب، وخلافا لعدم التزام الجانب الأوروبي بتعهداته.
“إسرائيل” تجند كل إمكانياتها لإبقاء العقوبات الغربية مفروضة على إيران، ولم تتوقف لحظة عن سياسة التهديد والوعيد، والعمل على جر الولايات المتحدة لشن عدوان عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو الأمر الذي لم تتجرأ عليه إدارة ترامب من قبل، واليوم تحاول حكومة نفتالي بينيت إثارة المزيد من التصعيد لإجبار إدارة بايدن على اتخاذ قرار بالخيار العسكري، الأمر الذي من شأنه تقويض المفاوضات بأكملها، ويهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها.
ويأتي تصريح أحد المسؤولين الأميركيين الكبار لوكالة رويترز بأن قادة البنتاغون يبحثون مع مسؤولين إسرائيليين القيام بتدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية وإذا طلبها القادة لدى الجانبين، ليشير إلى إمكانية خضوع إدارة بايدن للرغبات الإسرائيلية، خلافا للمزاعم الأميركية حول نيتة واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي الذي سبق و انسحبت منه، وفرضت عقوبات إضافية على إيران تحت ذرائع واهية.
المسؤول الأميركي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته بحسب وكالة رويترز ، أشار إلى أن المحادثات المقررة في الولايات المتحدة مع وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس تأتي في أعقاب إفادة قدمها القادة في وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي، على حد تعبيره.
وإزاء هذه التهديدات دعت روسيا على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى ضبط النفس في ما يخص مناوراتهما العسكرية المتوقعة على خلفية استئناف المفاوضات النووية مع إيران.
وقال ريابكوف للصحفيين يوم الخميس: إن “أي فعاليات تدريبية في مثل هذه المنطقة القابلة للانفجار، تحمل في طياتها مخاطر المزيد من التعقيد، وهذا أمر غير مرغوب فيه”، وأضاف بالقول: “الآن من المهم إبداء ضبط النفس والتركيز على المساعدة في عملية التفاوض التي استأنفت في فيينا بعد فترة توقف طويلة”.
إذا، فالولايات المتحدة وبتحريض من “إسرائيل” تحاول ابتزاز طهران، ونسف المنطقة برمتها، عبر تلويحها بنيتها تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وهي تتجاهل حقيقة مهمة، بأن سياسة الضغوط السياسية والعسكرية التي وصلت إلى الذروة، لم تفلح بثني إيران عن التمسك بحقوقها المشروعة في ملفها النووي السلمي.
أمريكا و”إسرائيل” واضح أنهما يعملان على تعطيل محادثات فيينا،ويراهنان على فشلها لتحميل إيران المسؤولية، ولنا هنا أن نسأل، من السبب الحقيقي وراء تعثر هذه المحادثات؟!، ومن الذي كان دائماً وأبداً يتنصل من عهوده، ويتنكر لالتزاماته؟!، ومن الذي يؤجج الأمور ويدفعها باتجاه العسكرة، والمزيد من التوتر واللا استقرار، أليس هو الأمريكي من فوق الطاولة، والصهيوني من تحتها؟!.