يهرول المشهد بتقاطع وامتداد وتشابك مخاضاته وأحداثه نحو التفجير الذي يبدو أن الولايات المتحدة قد نزعت صواعقه دون أدنى تفسير منطقي أو عقلاني، أو حتى براغماتي لهذا التصعيد المتدحرج بسرعة على أكثر من جبهة وفي أكثر من مكان، ما خلا تلك التبريرات والذرائع الخادعة والزائفة التي تسوقها الأخيرة لإخفاء وتشويه الحقائق، وكأنه قرار بالذهاب إلى ما هو أبعد من حافة الهاوية!
كلّ المعطيات التي تزداد غزارة لحظة بعد لحظة، تؤكد أننا مقبلون على شتاء ساخن، في ضوء الإصرار الأميركي على العبث بخطوط وقواعد الاشتباك، على نحو يحاكي الطموحات الأميركية التي باتت مجرد أوهام أو أضغاث أحلام لزمن مضى في استعادة الهيبة والهيمنة التي بددتها الهزائم المتوالية والمتتالية لواشنطن في سورية والمنطقة وأنحاء متعددة من العالم.
قد يكون من السهل مقاربة السلوك الأميركي لجهة الأفعال والحماقات، لكن قد يكون من الصعب جداً، وربما من المستحيل التنبؤ بردات الأفعال وتداعيات وارتدادات هذا التصعيد الأميركي المتسارع على الأرض ضد روسيا وضد الصين وضد إيران، وهو الأمر الذي يشرع الأبواب على كلّ الاحتمالات والخيارات التي تبدو في مجملها كارثية لأي اشتعال وفي أي مكان، نتيجة الترابط والتشابك الجيوسياسي والاستراتيجي.
لا يمكن لأحد توقع ما تفرضه تطورات الأحداث وضرورات اللحظة، ضمن سياقات المواجهة بين واشنطن ومن خلفها الغرب وإسرائيل من جهة، وبين موسكو وبكين وطهران وكثير من دول المنطقة والعالم من جهة أخرى، لذلك إن لم تسارع الإدارة الأميركية لكبح جماح وجنون كرة اللهب المتدحرجة التي أشعلها غرورها وحماقتها، فإنها سوف تأخذ في طريقها كلّ الخيارات العقلانية، وبالتالي ما عليها إلا أن تترقب الأثمان الباهظة التي سوف تدفعها هي وحلفاها وشركائها في الإرهاب والبلطجة.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي