الملحق الثقافي:خلود حكمت شحادة:
بعد سنوات من الحملات الدعائية المعادية والحرب الإرهابية التي استمرت لعقد من الزمن ربما سيكون من الصعب تغيير الرأي العام في المنطقة، لذا يبرز دور المثقفين والمغتربين الوطنيين ووسائل الإعلام في التواصل الصحيح وإرسال رسائل حقيقية عن الواقع في سورية من خلال التعاون وتنظيم اللقاءات مع الآخرين من كل مكان.
يبرز دور وسائل الإعلام أثناء الأزمات والحروب في تسليط الضوء على «النصر» في ساحة المعركة ونجاح الدبلوماسية في ضمان تغيير الوضع على الساحة الدولية.
نرى اليوم العديد من الوفود الغربية والعربية تضم مفكرين وباحثين وشعبيين تتسابق لزيارة سورية معربة عن وقوفها إلى جانب السوريين بعد انتصارهم على حرب إرهابية ساهمت معظم تلك الدول في إشعالها كان أحد اللقاءات الحوارية في مكتبة الأسد للوفد الفرنسي الذي قام اتحاد الكتاب العرب بدعوته إلى لقاء حواري تحت عنوان «الحرب على سورية بعيون فرنسية « حضره فعاليات ومنظمات شعبية ومثقفون إضافة إلى الكثير من وسائل الإعلام.
ضم الوفد الباحث والصحفي جان ميشيل فيرنوشيه، والخبير الاقتصادي كزافييه ازالبير، والعالم في الجغرافيا السياسية بيير ايمانويل تومان، والناشطة ماري بومبيه المعروفة بمناهضاتها للصهيونية إضافة إلى إيف بيرو ضابط متقاعد، وإيمانويل لوروا مستشار إقليمي ودولي ومدافع عن سورية ونضالها العادل.
ما يجري على أرض الواقع هو ما يحدد قواعد المعركة
بداية أعرب الوفد عن أسفه واستنكاره لسياسة فرنسا العدائية إزاء سورية مؤكداً معارضته لتلك السياسة ووقوفه إلى جانب الشعب السوري والدولة السورية.
وضمن هذا السياق لفت جان ميشيل فيرنوشيه إلى صمود الشعب السوري وأكد أن هذه الحرب خلقت حالة فريدة في العالم وسوف تعطي نتائجها على مستوى الدولي لأنها ستحول العالم من أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب مشيراً إلى الدور الكبير الذي قام به أصدقاء سورية المؤيدون للحق السوري معرباً عن أمنيته بأن تقوم حكومة بلاده بإعادة حساباتها وأن تعود إلى الرسالة التي قامت من أجلها وهي «رسالة المحبة والسلام» وليس رسالة القوى الأنكلوسكسونية.
أما إيمانويل لوروا فقد أشار إلى أنه جاء إلى سورية للوقوف مع الوطنيين في سورية وأنه قام بتجهيز رسالة مطولة من الوطنيين الفرنسيين إلى الوطنيين في سورية لكنه اختصرها بثلاث نقاط وهي؛ أن الشعب السوري من الشعوب النادرة التي استطاعت الصمود ومواجهة هذه الحرب الشرسة، وأن هذه الحرب لم تنته بعد فهناك الكثير من المخططات في جعبة الأعداء ومن أجل الانتصار على هذه الحرب لابد من التطرق إلى الحالة الاجتماعية التي يعيشها الشعب السوري بسبب الحرب والحصار الاقتصادي، ونحن هنا نرفع القبعة للجيش السوري والشعب السوري. وأضاف بالقول إنه لا يخفى على أحد أن هناك أكثر من مئة دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية شنت الحرب على سورية محاولة تدميرها غير أن سورية وقفت في وجه هؤلاء وبوجه التكفيريين الإرهابيين الذين أرادوا افتراسها كما أشاد بتضحيات الشعب السوري الذي قدم دماءه من أجل الانتصار.
بدوره أشار الجنرال إيف بير إلى أنه بعيداً عن الأقوال والخطابات السياسية فإن ما يجري على أرض الواقع هو ما يحدد قواعد المعركة والجيش السوري كان الحكم الفصل في تحديد سير تلك المعارك، فمنذ عام 2011 كان هناك الكثير من الكذب والنفاق الذي قامت به القوى الغازية لسورية وخاصة في الجانب العسكري. وأنا كمواطن فرنسي جئت إلى هنا لأتعرف على الوطنيين السوريين وأتحدث إليهم دون وسيط ولأعرف مباشرة ما الذي يحدث في وطنهم كي أنقله إلى الوطنيين الفرنسيين، فأنا لا أثق بالبروباغندا الأميركية، وهذه الحقيقة التي تناضلون من أجلها سأنقلها إلى بلادي
الشعر الوطني الشبابي ومشروع جديد
أوضحت الناشطة ماري بومبيه أن التفسير الوحيد لموقف فرنسا هو أنها محكومة من قبل اللوبيات الصهيونية في فرنسا، وأن «إسرائيل» وحدها هي من يمارس التضليل الإعلامي المضخم جداً وتسويقه إلى الشعب الفرنسي. ثم انتقلت للحديث عن المشروع الكبير الذي تعمل عليه وهو عبارة عن كتاب عن الشعر الوطني وشعر المقاومة لشعراء شباب سوريين بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، حيث سيكون للشباب دور كبير من خلال هذا الكتاب في إعادة اللحمة الوطنية وخلق الروح المعنوية لدى السوريين. وأضافت أنها ستحاول من خلال هذا الكتاب نقل معاناة الشباب السوري إلى باقي شعوب العالم وخاصة إلى الشعب الفرنسي.
آلان بيير تيزيو قال إنهم كوفد شعبي سيحاولون نقل الصورة الحقيقية عن الشعب السوري وحقيقة الحرب التي تعرض لها وكانت فرنسا طرفاً فيها ولكنه لم يعوّل بذلك على وسائل الإعلام الفرنسية معللاً ذلك بأنه لاتوجد بارقة أمل لتغيير طريقة تعاطي الإعلام الفرنسي مع الوضع في سورية لأن كل وسائل الإعلام في أوروبا وفرنسا ملك للأثرياء وأشخاص يتعاملون مع حكومات غربية ولايغيرون سياستهم تجاه سورية والإعلام منتشر على نطاق واسع ولكن لن نفقد الأمل بوجود إعلاميين لديهم تواصل إنساني ومصداقية، وبالنسبة للإعلام الرقمي فكل لديه نشاطه وأنا أقوم بنشاط واضح وأكتب في المواضيع التي تعجبني وأقوم بدراستها بشكل دقيق لتصل إلى عقول الناس، وهذا ما أعمل عليه سابقاً وسأتابع بعد عودتي كتابة ما رأيت من صمود وانتصار هذا الشعب ليصبح منهجاً يدرّس في التصدي للحروب والإرهاب.
وفي النهاية أجمع أعضاء الوفد على أن فرنسا التي يريدها الفرنسيون هي التي رسمها شارل ديغول، والقائمة على سيادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، وأن عدو الشعب السوري والشعب الفرنسي واحد وهو الذي يملك المال لكنه سقط في سورية لأنها بلد حر ولم تسمح بأن تسيطر عليها الأنكلوسكسونية. وعبروا عن امتنانهم وتقديرهم للشعب السوري والقيادة السورية لأنهم دافعوا نيابة عن العالم كله في محاربة الإرهاب، وهناك العديد من الأصوات في دول العالم ارتفعت ضد الاوليغارشية العالمية والقوى الأطلنطية والأنكلوسكسونية التي لا تستطيع السيطرة على شرفاء العالم.
وأكد مدير الحوار الكاتب والرحالة عدنان عزام أهمية التواصل الثقافي مع الفعاليات في مختلف أنحاء العالم وأن الغاية من الحوار التعريف بالشعب السوري وحقيقة ما يجري على الأرض السورية ونقل هذه الصورة إلى الداخل الفرنسي.
بدوره أشار رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني إلى أن هذه الفعالية تأتي للتأكيد على أهمية العمل الثقافي الشعبي في رفد عمل الدولة ونقل صورة الواقع الحقيقية إلى الرأي العام الغربي عموماً والفرنسي خصوصاً.
مدير إدارة النشاط الثقافي في اتحاد الكتاب الأرقم الزعبي ثمن مواقف الشخصيات التي بذلت جهداً كبيراً في دعم سورية في إطار الدبلوماسية الشعبية وخارج المواقف السياسية لحكومات بلدانهم.
التاريخ: الثلاثاء14-12-2021
رقم العدد :1076