الثورة – وكالات
على خلفية الانتقادات والضغوط المتزايدة التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بسبب فضائحه السياسية والحزبية، حذر نوّاب في حزب “المحافظين” البريطاني جونسون من أن قيادته قد تتعرّض لتهديدٍ جدّي إذا ما خسر الحزب الانتخابات الفرعية التي تُجرى الأسبوع المقبل في دائرة “نورث شروبشاير”، ولم تتحسّن أرقام الاقتراع المتدهورة.
ووفق ما ذكرته صحيفة الاندبندنت، فإن نوّابا من حزب “المحافظين” ممن يدعمون جونسون في العادة، كشفوا أنهم الآن في صدد مناقشة ما إذا كان يجب أن يكون هو الذي يقود الحزب في الانتخابات العامّة المقبلة أم لا – ويقولون إن المنافسة الانتخابية التي ستُجرى يوم الخميس المقبل في دائرة “نورث شروبشاير” ستقرّر ذلك.
وأوضح أحد الأعضاء البارزين في البرلمان من حزب “المحافظين” قائلاً: “إذا خسرنا الانتخابات الفرعية واستقال اللورد غايت، فسيكون جونسون أمام مشكلة كبيرة، ومن شأن خسارة الانتخابات الفرعية أن تضرّ بفكرة أنه فائزٌ، وفي حين أن الناخبين استثنوه سابقا من المساءلة، لكن هذا المنحى بدأ يتراجع”.
وقال أحد النوّاب من حزب “المحافظين” عن منطقة “الجدار الأحمر” (تقع وسط إنكلترا وشمالها) إن “هناك تغيّراً في المزاج، فالأشخاص الذين كانوا يدعمونه يناقشون الآن ما إذا كنّا ما زلنا في حاجةٍ إليه، وما إذا كان قد قام بما يجب القيام به من أجلنا في ما يتعلق بمسألة الخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي”.
وأشار النائب إلى أن معارضي جونسون داخل الحزب، يمكنهم بسهولة جمع 55 توقيعاً مطلوباً لـ “لجنة العام 1922” والتي تجتمع أسبوعياً عندما يكون “مجلس العموم” ملتئماً في دوراته البرلمانية، للشروع في تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء – لكن هؤلاء لن يتحرّكوا حتى يضمنوا انضمام عشرات من النوّاب الآخرين بالكامل إلى مسار إقالته.
وتجمع جميع التنبؤات على أن حزب “الديمقراطيّين الليبراليين” هو الآن الأفضل للفوز في الانتخابات الفرعية في دائرة “نورث شروبشاير”، في السادس عشر من الشهر الجاري، بعد استقالة النائب السابق في حزب “المحافظين” أوين باترسون على خلفية انتهاكه قواعد حشد الضغط والترويج.
وبحسب استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسّسة “يوغوف” YouGov، فإن شعبية جونسون تحديداً انخفضت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، لتصل إلى -42 نقطة، بعدما فقد جمهورُ الناخبين الثقة به على أثر الفضيحة الأخيرة المدوّية له بخصوص موضوع تجديد شقته، وقال نحو 66 في المئة إنه بات لديهم رأيٌ سلبي فيه.
وفي تحدٍّ آخر لسلطة رئيس الوزراء، رفض نصرت غني نائب رئيس “لجنة 1922” لنوّاب المقاعد الخلفية في حزب “المحافظين”، منح جونسون الدعم، وقال محذّراً إن “المزاج السائد في البرلمان ليس مؤاتياً له”.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني كذلك تمرّداً كبيراً من نوّاب حزب “المحافظين” لدى طرح “الخطة باء” لقيود “كوفيد” على مجلس العموم، بعدما أعلن بوضوح عشراتٌ من المشكّكين في جدوى الإغلاق، معارضتهم لاعتماد جواز “كوفيد الصحي” لدخول النوادي الليلية والفعاليّات الكبرى، وقد أعلن غافين بارويل العضو في مجلس اللوردات عن حزب “المحافظين” أن نوّاب حزبه يتحدّثون “على نحو حاسم” عن طريقة استبدال جونسون في رئاسة الوزراء.
يشار إلى أن جونسون يواجه ضغوطاً متزايدة بسبب فضيحة حفلة عيد الميلاد العام الماضي في مقرّ رئاسة الحكومة في “10 دوانينغ ستريت”، وموضوع تجديد شقته، خصوصاً بعدما عاود المستشار المستقل لرئيس الحكومة للأخلاقيّات والتزام القواعد الوزارية اللورد غايت، تحقيقه في طريقة تمويل إعادة تصميم ديكور الشقة الداخلي.