الثورة – متابعة راغب العطيه:
لأنها نابعة من تجاربهم ويومياتهم التي عاشوها في سنوات الحرب الإرهابية على وطنهم سورية، ولأنها توثيق أمين لقصصهم الواقعية النابعة من صميم واقعهم الذي رصدوه ووثقوه بأقلامهم بأمانة وصدق لتبقى كشهادات حقيقية ليتعرف عليها كل السوريين، بعد أن تضعه مؤسسة وثيقة وطن في متناول المهتمين والباحثين الذين يعملون بالتوثيق وكتابة التاريخ والتأليف والنشر.
ولأنها كذلك فقد كرمت مؤسسة وثقة وطن تسع قصص فازت بجائزة أفضل حكاية واقعية قصيرة ضمن مسابقة “هذه حكايتي 2021” في احتفال أقامته المؤسسة لهذه المناسبة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق مساء اليوم، من بين مئات القصص من جميع أنحاء سورية شاركت في هذه المسابقة التى خضعت لتقييم وتدقيق من قبل لجنة التحكيم في المؤسسة.
وفازت ضمن الفئة العمرية الاولى بالجائزة الذهبية نبال باسم فطيمة من اللاذقية، وبالجائزة الفضية اية اغا الايوب من محافظة الرقة، بينما كانت الجائزة البرونزية من نصيب وئام محمد الدخيل من الحسكة.
وفي الفئة العمرية الثانية كانت الجائزة الذهبية من نصيب الشاب أسامة الحداد من محافظة طرطوس والفضية من نصيب حاتم اسماعيل سليمان من محافظة حماة والبرونزية لديانا خضر السلامة من محافظة حمص.
وفي جوائز الفئة العمرية الثالثة نال الذهبية الوليد خالد المفلح من درعا، والفضية كانت من نصيب ميادة شيبان من اللاذقية والبرونزية لعامر المارديني من دمشق.
وفي الاحتفال الذي تضمن عرض فيلم تعريفي بعمل مؤسسة وثيقة وطن وفيلم من مقابلات التوثيق الشفوي تم تكريم البطل محمد شحود الذي أنقذ السجلات العقارية كاملة في مدينة حمص والرستن وتدمر من براثن الارهاب، اضافة الى تكريم المحكمين وهم الكاتب والاعلامي حسن م يوسف و الدكتور مالك صقور والدكتورة امل دكاك والدكتورة انصاف حمد.
وفي كلمة لها أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن أن القصص المشاركة نابعة من تجارب الناس ومعاناتهم وأحلامهم وقدرتهم اللامحدودة على العطاء وتجليات صبرهم وتصميمهم واتساع افاقهم العفوية والمعرفية رغم كل الصعوبات وقسوة الايام وجسامة التحديات، مضيفة ان تأريخ الحرب على سورية هو تأريخ فعاليات وطن في احلك الظروف وبكل القطاعات والاختصاصات وعلى كل رقعة من أرض سورية الغالية.
وقالت الدكتورة شعبان: إن المؤسسة تسجل تاريخا مجتمعيا يكتبه أهل سورية في كل مناطقهم وبكل شرائحهم واختصاصاتهم، ليكون رافدا حقيقيا للتاريخ الرسمي الذي اغفل هذه الكنوز في الماضي واقتصر على أراء بعض المؤرخين ووجهات نظرهم، مؤكدة انه في كل زاوية وفي كل مدينة وقرية وحي، وتحت كل حجر هناك قصة سورية بحاجة لمن يرويها كي تشكل امتدادا طبيعيا للارض والانسان والذاكرة، كي لا نقف يوما موقف المدافع عن تاريخنا، بل كي نكون نحن اصل الحكاية وأصل السرد كما يحق لنا ان نكون، وكما يجب ان نكون.
وأوضحت الدكتورة شعبان ان المشروع القادم سيكون خارطة تفاعلية لكل مدينة وبلدة وحي في سورية ليصبح كل عنوان متاحا من خلال هذه الخريطة بكل ما يحمله من تاريخ وثقافة وتراث وعادات ومأكولات ولتكون متاحة على الانترنت ومسجلة دوليا.
حضر الحفل وزير الادارة المحلية المهندس حسين مخلوف ووزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ووزير الاعلام الدكتور بطرس الحلاق والدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ دمشق المهندس عادل العلبي وعدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق وحشد من المدعوين والمهتمين والاعلاميين.