يؤكد ارتفاع وتيرة المقاومة الشعبية ضد التنظيمات والميليشيات الإرهابية وقوات الاحتلال الداعمة لها في الشمال السوري، يؤكد حقيقة زوال الاحتلال وأدواته ومرتزقته مهما طال الزمن واستطال، ويكشف بالتوازي عجز منظومة الإرهاب بأكملها عن الوقوف أمام إرادة الشعب السوري الذي أعطى للعالم دروساً في النضال والكفاح والتضحية واجتراح المستحيل.
المقاومة الشعبية هي امتداد جزء من الخيارات الكثيرة والواسعة للشعب السوري، وهي تعبير صارخ عن رفضه لكلّ شكل من أشكال الاحتلال والتبعية والخيانة، وبالتالي فهي تحمل بين طياتها رسائل حاسمة لأولئك العملاء والمرتزقة بأن ارتهانهم لقوى الاحتلال وارتمائهم في أحضانه لن يحميهم من غضب الشعب السوري الذي لم ولن يسكت على ضيم وظلم وإرهاب واحتلال حتى لو واجهه بصدوره العارية، وهذا ما وثقته وأثبتته تجارب ودروس التاريخ قديمة وحديثه.
ميليشيا (قسد) الإرهابية ارتمت في أحضان الاحتلال الأميركي وجعلت من نفسها شريكة له في جرائمه وإرهابه، مقابل أن يحقق لها أحلامها وأوهامها الانفصالية، متناسية ومتجاهلة وبكلّ سذاجة وحماقة أن الأميركي نفسه لم يستطع أن يحقق أي من طموحاته وأوهامه في سورية نتيجة البطولات والتضحيات والتصدي الأسطوري الذي قام به شعبنا العظيم الذي أحبط وأجهض المشروع الصهيوني أميركي برمته.
(قسد) تواصل جرائمها وإرهابها بحق أبناء شعبنا كجزء من محاولاتها المتواصلة لإخضاعهم وتطويعهم لأهدافها ومشاريعها الانفصالية، وبدعم من الأميركي والإسرائيلي، لكن سياساتها الإرهابية تلك لم تؤدي إلا لمزيد من الإصرار الشعبي على مواجهة ومحاربة كلّ قوى الاحتلال والانفصال والحفاظ على سورية حرة وموحدة.
يبدو أن (قسد) لم تتعلم بعد من دروس التاريخ وهي ما تزال تصم آذانها وتغمض عيونها عما شاهده الجميع عندما رمى الأميركي والصهيوني بعملائه وادواته في مزابل التاريخ، ليتسولوا وليحلموا برغيف خبز، بعد أن كانوا يحلمون بوطن مصطنع كان المحتل قد وعدهم فيه على مقاسات أجنداته وأوهامه التقسيمية والتخريبية التي تدمر الأوطان وتعبث بحقائق التاريخ والجغرافيا.
حدث وتعلق – فؤاد الوادي