مع ارتفاع أجور النقل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات أصبح هناك صعوبة في ذهاب عدد كبير من الموظفين إلى عملهم .. و كذلك الأمر بالنسبة لطلبة الجامعات .. و بعيداً عن استخدام “التكسي” في عملية النقل لأنها مكلفة جداً قياساً بدخل الموظف و أيضا بقدرة طالب الجامعة سنتحدث بكلّ واقعية عن استخدام حافلات النقل الجماعية من “سرافيس” فقط.
و لعلّ هذه المشكلة تظهر بشكل كبير على سكان الأرياف.. حيث يضطر الموظف أو طالب الجامعة للذهاب الى عمله لاستخدام أكثر من سرفيس.. و أيضاً في العودة إلى منزله .. و هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن من يسكن في أرياف منطقة جبلة أو القرداحة و حتى في ريف الحفة أو الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية يحتاج إلى ما يفوق أجره اليومي حسب راتبه للقيام بواجبه الوظيفي!! و حتى طالب الجامعة يلزمه بين/ ٢٠٠ إلى ٣٥٠٠ / ليرة سورية يوميا للدوام!!.
الموظف في جهة عامة في مدينة اللاذقية من أبناء ريف جبلة يحتاج الى أجر وسيلة نقل من قريته إلى كراج مدينة جبلة.. ثم أجر وسيلة نقل أخرى الى كراج مدينة اللاذقية.. و أيضاً أجر وسيلة نقل ثالثة من كراج مدينة اللاذقية إلى مقر عمله.. و بالتالي يحتاج إلى تلك الوسائط للعودة إلى منزله.
و في حسبة وفق الأجور الحالية لوسائط النقل يتضح أنه بحاجة إلى نحو ٣٠٠٠ ليرة سورية كلّ يوم دوام له بشكل شخصي.. و معظم الأحيان يوجد لدى الموظف طالب أو أكثر في الجامعة و هنا يتوجب عليه دفع ما بين/ ٣٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ / ليرة سورية إضافية لتأمين نقل أولاده من و إلى الجامعة!!.
ترى هل من الممكن أن يدفع راتبه فقط أجور نقل؟
لا بدّ لضمان حسن سير العمل من قيام الحكومة بتأمين النقل للموظف و في حال تعذر ذلك عليها منح الموظف بدل نقل يوازي الأجور الرسمية لوسائط النقل.
و أخيراً: من المفيد الإشارة إلى أن أجر التكسي من جبلة إلى اللاذقية يقارب ٣٠ ألف ليرة سورية!!.
وفي حال عدم قدرة الموظف الذهاب إلى عمله تتم معاقبته و اعتباره متغيباً و بالتالي يخسر أجر يومه بعد استنفاد إجازاته الإدارية.. و يصبح الأمر أشبه بمقولة وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.. إن ذهب إلى عمله يخسر راتب يومه و إن لم يذهب خسره .
أروقة محلية – نعمان برهوم