هل رأيتم الدون كيشوت السعودي وهو يحارب طواحين الهواء في الأروقة الأممية؟!.
يخرج من (فراش الربيع العربي) برائحة التهالك ويمتطي حصان (المعارضة الخارجية)الهزيل الذي لايقوى على حمله، ويستل أسلحة اللغة البالية من تحت أقدام المرحلة ومن مخلفات المعركة ليستأنف حربه ضد سورية.. يركض بالزمن الى الوراء حيث لم يكن سوى الهراء ونكران الحقيقة..
صرخ الدونكشوت السعودي..الحرب لم تنتهِ في سورية؟! في كلامه ليس المشكلة في توصيفه للواقع بل في انعكاس أمنياته واختلاله السياسي على وجهه كمندوب للسعودية جاءنا من زمنه الماضي الممزق ليضغط على المرحلة… ويستأنف خسارة المعركة فوق خساراتهم السابقة في سورية واللاحقة على الطاولة النووية بين إيران والدول الست؟!!.
في منتصف ليالي فيينا التفاوضية حول مائدة الاتفاق النووي باتت الرياض و”إسرائيل” وأميركا جياعاً في السياسة فقرروا الحصول على صحون المكتسبات بالتصعيد والضغط على محور المقاومة بأكمله.. أومت “إسرائيل” لأميركا ومن معها أوروبيا بالتأهب العسكري للتلويح بالحرب وليس خوضها أمام روسيا وإيران… وأعطت للسعودية قصص الخيال الدونكيشوتي فقرأها المندوب وقرر استئناف المعركة على أبواب الانفتاح العربي مع سورية..
في الخيال السياسي المريض أن الزمن يعود إلى خياله السابق وأن الجامعة العربية حصان يمتطى في لحظة دونكشوتية وأن الزمجرات المتصاعدة للمندوب ستلغي حقيقة الانتصار السوري المعبد طريقه بالتضحيات وتكمل الرواية بأمنيات المهزوم وتفرض الشروط على دمشق التي لم تقبل يوماً بتنازل او حتى بشرط واحد…
مايضحك فعلاً في رواية المندوب السعودي هو عنصر المفاجأة بأن وسط تعقيدات المرحلة وكل ما جرى وحققته سورية ومحور المقاومة لايزال هناك من لم يتعلم من تجربة الربيع العربي الفاشل وتجارب الغرب في المنطقة.. الأكثر مفاجأة أن يكون الدونكشوت شخصية واقعية تفرض على ملفات المنطقة مسرحيتها الهزلية.. هي ليست شخصية في رواية ياسادة هي مندوب سعودي على جدار الأمم المتحدة!!.
من نبض الحدث – عزة شتيوي