ربما يصح القول إن من يجرب المجرب مرة ومرات عقله ليس مخرباً كما نقول في المثل بل هو أصلاً بلا عقل ولا معنى لوجوده إلا أنه كتلة ما تشغل حيزاً قد يكون جغرافياً وربما جسدياً ..
ولأن الحاجة إليه كقطع تبديل أو غيار أو ما في القائمة من استخدامات تستدعي وجوده ولو بالمخصبات والحشو ..
واقع كنا نعتقد أن بعض الممالك قد تجاوزته وأن التجربة التي مرت بها كفيلة أن تجعلها تدرك أنها ليست إلا أشياء تالفة تم استخدامها عشرات المرات من قبل المشغل الأميركي والصهيوني وقد حان لها إن بقي فيها شيء من كرامة أن تسترد خلاياها التي يمكن أن تصلحها العودة إلى جادة الصواب.
لكن وياللآسف مازال الغباء الوجودي يعمل عمله ويظن من يقاد إلى حظيرة الزعيق والنهيق إنه فعلا يطرب من يسمعه ..ناسياً متناسياً ان نتانة وجوده وصوته وفعله هو الطاغي.
ولكن لابأس أن يحتمله مشغله لبعض الوقت ريثما تنتهي نوبة نهيقه ..
الاستعمال لمرات ومرات وإعادة التدوير تطلق روائح العفن وتحلل المادة إلى نثرات لا ترى بالعين المجردة.
إنها حالة التلف والفناء للمادة الصلبة فكيف بمن ليسوا إلا أبواقاً صدأت ولكن مشغلها يصر على استهلاكها لآخر لحظة ..
إنهم خردة العالم التي تمشي نحو مطمر النفايات التاريخية.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن