وكأنه حلمٌ بات على مقربة من التجسد، أو ضالة عثرنا عليها بعد سنين من الضياع والتشتت؟! فجأة وبدون مقدمات تذكر، قفز اسم المدرب الروماني فاليريو تيتا إلى الواجهة، وغدا المنقذ لكرتنا وبيده العصا السحرية لقيادة منتخبنا إلى جادة الصواب وسكة الانتصارات، فالفوز على تونس في ثاني مبارياته في الدور الأول من كأس العرب، وسبقه أداء رجولي وخسارة غير مستحقة أمام الإمارات، كان ذلك كافياً للإدعاء أن كرتنا لا ينقصها إلا تلك القطعة المفقودة، والإعلان أن منتخبنا كان يفتقد تلك اللمسة من الساحر الروماني؟! أما الخسارة أمام موريتانيا في ثالث المباريات وآخرها، فكانت عادية جداً، فالرياضة فوز وخسارة؟!
الهروب من مواجهة الذات، والقفز فوق تفنيد منظومة المعيقات، والاحتفاء بمكاسب وهمية، واللهاث خلف انتصارات خلبية، يؤكدون أن كرتنا تمشي القهقرى لفقدان الرغبة الصادقة في إيقاف حالة التدهور، قبل التفكير بالسير قدماً، نحو الأمام؟! ولا أدل على ذلك من الخلاف الذي نشب بين اللجنة المؤقتة، في اتحاد كرة القدم، وبين قيادة المنظمة، على اختيار مدير المنتخب، وعلى إثره استقال رئيس اللجنة الذي رأى أن الناحية الإدارية في المنتخب، ليست من اختصاص ولا صلاحيات المدير الفني؟!
ولا ندري من يقود كرتنا؟! أهي اللجنة المؤقتة التي اختارتها قيادة المنظمة ؟! أم الإتحاد الرياضي العام؟! وهل كان الأخير قادراً على التدخل بعمل الإتحاد، إن كان الإتحاد منتخباً؟!
عندما تكون الأهواء والمصالح الضيقة محرك البحث عن الحلول وتشخيص الداء، فلن نحظى بالنجاعة، ولن نهتدي إلى بصيص الأمل الكامن في مؤخرة النفق المظلم.. وستبقى كرتنا تتقاذفها الأمواج، وتذروها الرياح العاتية.
مابين السطور – مازن أبو شملة