الثورة – آنا عزيز الخضر:
استمر المسرح السوري بعطائه كما عهده الجميع، ليقدم صورة أخرى عن مجتمعٍ آمن بالثقافة ووسائلها، مؤكداً على حيويته التي ارتبطت باسمه دائماً وأبداً، بالرغم من كلّ الصعوبات، فقد استمر المشهد المسرحي في دأبه وألقه ولم يتوقف، ليكون عوناً لمجتمعه في الظروف الصعبة، مقدّماً مقترحاً جعله حاضراً في كل الأوقات وكلّ الظروف..
حول المسرح والأعمال التي قدمها خلال عام مضى، حدثنا الكاتب “جوان جان” رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية قائلا:
“تميز النشاط المسرحي في سورية في العام 2021 باتساعه أفقياً ليشمل أكبر عدد ممكن من مراكز المحافظات والمدن الصغرى على حدّ سواء، وقد تجلى ذلك بالدرجة الأولى من خلال مهرجان مسرح الطفل السنوي الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا سنوياً في العطلة الانتصافية، حيث تمّ في دورة العام 2021 تقديم خمسة وأربعين عرضاً مسرحياً شملت معظم الأراضي السورية.
كما تابعت مديرية المسارح والموسيقا عملية تنشيط الحركة المسرحية في المحافظات، فقدمت – على سبيل المثال- في مدينة حمص، العرض المسرحي “نساء لوركا” إعداد وإخراج “حسين ناصر”.. والعرض المسرحي “ترنيمة الموت” إخراج “خالد الطالب” الذي قدمه على مسرح حمص القومي .
وشهد العام 2021 وربما للمرة الأولى، احتفال المسرح السوري بيوم المسرح العربي، فقد احتفل مسرحيو حلب بهذه المناسبة من خلال تقديم مسرحها القومي لمسرحية بعنوان “كوفيد 19 ونصف” نصّ “مزعل المزعل”.. إخراج “فادي محمد سعيد”.. أما المسرح القومي في الحسكة فقدم بهذه المناسبة عرضاً بعنوان “لن تخبو الأضواء” إخراج “اسماعيل خلف”.
ونشط في العام 2021 فرع نقابة الفنانين في اللاذقية مسرحياً، فقدم عرضاً بعنوان “تعزيل” وقد أخرجه “أكرم شاهين”.
وفي حلب واصل مسرحها العمالي نشاطه، فقدم عرضاً للأطفال بعنوان “مدينة الأحلام” نص د. “محمد الشيخ”، إخراج “محمد مروان إدلبي”، كما أقامت مديرية الثقافة في حلب تحت شعار “إبداعات وأحلام” الدورةَ الأولى من مهرجان الطفولة المسرحي..
وعلى صعيد التأهيل المسرحي، أقامت مديرية المسارح والموسيقا ورشة تدريبية في إعداد الممثل، بإشراف المخرج “مأمون خطيب” أثمرت عرضاً بعنوان “حكايتنا” أبرزَ إمكانيات الطلاب وما اكتسبوه في الورشة من معارف ومهارات.. بدورها خرّجت مدرسة الفنّ المسرحي في دمشق دورتَها الخامسة بعرض بعنوان “انحلال” أشرف عليه د. “سمير عثمان الباش”، وقدم طلابُ الدفعة الثانية من جامعة المنارة في اللاذقية عرضَ تخرّج الفصل الأول، وفيه عاد مخرجه “فؤاد حسن” إلى نصّ الكاتب المسرحي “ممدوح عدوان”، “ليل العبيد”.. وفي اللاذقية أيضاً قدم مركزُ فنون الأداء عرضَ ختام ورشة البراعم والفتيان، وكان بعنوان “تعبنا” إخراج “رغداء جديد”.
وتبقى احتفالية يوم المسرح العالمي، مناسبة سنوية لتحفيز مخرجينا على تقديم جديدهم، فقد احتفلت مديرية المسارح والموسيقا بيوم المسرح العالمي هذا العام، فقدمت في دمشق رائعة الكاتب الإسباني “أليخاندرو كاسونا”، “الأشجار تموت واقفة” بتوقيع المخرج “هشام كفارنة”، وفي حلب أقام مسرحها القومي احتفالية بهذه المناسبة تضمنت لوحة درامية اجتماعية كتبها “عمر شعراني” وأخرجها ؛غسان دهبي”.. وفي طرطوس قدم المسرح القومي ومن خلال استوديو توازن للرقص المسرحي، عرضاً بعنوان “انعكاسات” إخراج “عيسى صالح”، وفي طرطوس أيضا،ً أقامت مديرية ثقافتها مهرجان “سعد الله ونوس” المسرحي الأول.. أما في حماة فقدم مسرحها القومي بمناسبة يوم المسرح العالمي، باكورة أعماله وهي، مسرحية “لصباح لم يأتِ بعد” نص “نور الدين الهاشمي”. إخراج “محمد خوجة”، كما قدمت مديرية تربية حماة مسرحية بعنوان “لا يوجد لصوص في هذه المدينة” إعداد “محمد شربا”، إخراج “سماهر سعد”.. وفي مصياف قدمت مديرية المسارح والموسيقا ومديرية ثقافة حماة، مسرحية “وقت مستقطع” تأليف “جوان جان” إخراج “حسين سخية” و”واجب الدرزي”.. كما احتفل بهذه المناسبة مسرحيو الحسكة والسويداء واللاذقية وحمص ودرعا.. كذلك أقام المعهد العالي للفنون احتفالية خاصة به، كما عقدت مديرية المسارح والموسيقا ندوة بمناسبة يوم المسرح العالمي تناولت واقع المسرح السوري.
هذا غيض من فيض النشاط المسرحي في سورية في العام 2021.