الثورة – ديب علي حسن:
اليوم وبعد ثلاثة عشر عاما مضت بما فيها من حلو ومر ..حان ان أروي حكاية من نبل طبيب سوري مازالت شمائله تغمرني وتمتد إلى الآخرين..
ليس حكاية نبل مع شخص واحد إنما هي سيرة عطاء ووفاء إنساني مع الجميع ..في هذا الزمن المتوحش الذي غدا فيه الكثيرون تجار مواقف في الطب والثقافة والفكر وغيرها..علينا ألا نخبىء الإنسانية التي لا تقف عند حد ..
نزار عباس الطبيب الذي أنقذ حياتي كما أنقذ حيوات الكثيرين ..أعادني إليه الاستاذ قمر الزمان علوش بما كتبه منذ أيام..
وما جرى للأستاذ قمر علوش ..مر بي قبل ثلاثة عشر عاما ..حين قرر الأطباء أن جراحة يجب أن تجرى لاستئصال جزء من الرئة ..اكثر من طبيب بمن فيهم …المشهور .. زميلة لنا (مها محفوض محمد )كانت تتابع الحالة أصرت أن أزور الدكتور نزار عباس لكني رفضت مرات ومرات ..فإذا به الدكتور نزار يتصل بي شخصيا …اذا لم تأت إلى العيادة سأذهب إلى بيتكم …لا أعرفه سابقا إلاٌ بالاسم ..
وكان أن زرته بالعيادة وبعد الفحوص وغير ذلك ابتسم قائلا:عليك أن تتبع العلاج الذي اضعه لك ..وفعلا نفذت العلاج ووصلت إلى بر السلام دون استئصال نصف الرئة..
ويتكرر موقف آخر بحضوري مع الدكتور نزار عباس يوم كان رئيس الشعبة الصدرية بمشفى الأسد الجامعي ..يتصل بغرفة العمليات يسأل عن خطة العمل اليومي ..يأتي الجواب :يوجد طفل يحضر لغرفة العمليات …يسأل كم عمره ..؟ويتخذ القرار الفوري …حضروه وأخبروني فورا انا من سوف يجري له العملية.
يعتذر من الجميع ويتوجه إلى غرفة العمليات..
نزار عباس الطبيب الإنسان حكاية سورية عالمية اقتدارا وإنسانية وفعلا يعطي الجميع بلا سؤال..
نعتقد أن الكثيرين يجب أن يكونوا موجودين وعلى خطاه ..هؤلاء ملح حياتنا وضميرنا ..لهم التحية والتقدير..
هم من يبلسم الروح والجسد في زمن غدت بعض المشارط سكاكين ذلك.
سلام للزميل قمر علوش وما بين حكايتك وحكايتي ثلاثة عشر عاما ..كم انقذ فيها الدكتور نزار من أرواح وكم زرع بيادر خير..