الثورة – طرطوس – فادية مجد :
تثبت المرأة السورية يوماً بعد الآخر أنها رمز للعطاء والتميز في كل مجال تعمل به ، ولاشيء يقف في وجه طموحها واصرارها للوصول الى هدفها الذي تحب بكل إرادة وإيمان كبير بقدراتها ..
ونجمتنا التي تواصلت (الثورة) معها هي نجمة رياضية حققت انجازا مميزا على مستوى سورية بحصولها على الشارة الدولية كحكم ساحة في لعبة كرة القدم …
الفتاة الجميلة أليسار طلال بدّور ابنة طرطوس وقرية يحمور ذات ٢٦ ربيعا والتي تدرس الاعلام حاليا وهذا اللقاء والذي بدأته بالقول :
أنا ابنة عائلة رياضية، فوالدي طلال بدور كان لاعب كرة قدم وحكم كرة قدم ، وهو الذي عرّفني على عالم التحكيم، وأدخلني في هذا المجال ، كما أن أخي الذي يكبرني بعام هو أيضا حكم كرة قدم.
وعن بداياتها في عالم الرياضة بشكل عام أشارت أليسار الى أنها كانت لاعبة ألعاب قوى / سباقات السرعة / وكرة سلة، وكانت تشارك مع نادي الساحل في مبارياته ، لتنتقل بعدها الى تحكيم كرة القدم ويبدأ المشوار الفعلي في هذا المجال منذ كان عمرها ستة عشر عاماً ، ولتصقل خبرتها ومعرفتها بقوانين اللعبة سنة تلو الأخرى ، وتنتسب بعدها للتحكيم.
ورداً على سؤالنا لها بأن رياضة كرة القدم معروف أنها هواية الشباب وكذلك الأمر بالنسبة لتحكيم لعبة كرة القدم أفادت: لاتوجد رياضة معينة حكرا على جنس معين ، وكما قلتُ لك أنني نشأت وتربيت في عائلة رياضية ، وتهتم بكرة القدم على وجه الخصوص ، وقد لاقيت كل التشجيع من عائلتي ، ولهذا لم أجد أي عقبات لعملي في تحكيم كرة القدم الذي أعشقه.
وبالنسبة لتحكيم كرة القدم هو قانون واضح ، مثل دراسة المحاماة لديك قوانين خاصة بالأحكام ، كذلك هو الأمر في تحكيم الكرة، لدينا قانون كامل يجب دراسته وتطبيقه داخل الملعب.
وعن الصفات التي يجب أن يتمتع بها حكم الساحة أكدت أنه إضافة الى المعرفة الكاملة لقوانين اللعبة ، لابد من اللياقة البدنية العالية والمرونة في إدارة اللاعبين والشخصية القوية والقيادية.
وبخصوص الاختبارات والمراحل التي مرت بها حتى حصلت على الشارة الدولية كحكم ساحة كرة قدم ذكرت أليسار أنه بعد انتسابها للتحكيم ، كان عليها أن تخضع لعدة اختبارات وهي اختبار الترقية للدرجة الثالثة ( بدني وفي قانون اللعبة) ومن ثم المستوى الأعلى للترقية للدرجة الثانية ، واخيراً اختبار الترقية للدرجة الاولى ، لافتة الى أنه في كل اختبار لمستوى أعلى تزداد صعوبة الامتحان ، مشيرة الى أنه يوجد بين كل ترقية سنتان أو أكثر ، ولتترشح بعد نجاحها في كل الاختبارات وترقيتها الى اللائحة الدولية ولأكثر من عام، ولتحصل خلال هذا العام على الشارة الدولية.
وعن الفئات التي قامت بتحكيمها سابقاً قالت أليسار : إنها بدأت بتحكيم أشبال وناشئين وشباب ، وخلال السنتين الماضيتين وعندما أصبح لدينا في سورية كرة قدم نسائية شاركت في تحكيم تلك المباريات ، كما وصلت لتحكيم الرجال كحكم مساعد ، موضحة أن كل تلك المشاركات في التحكيم كانت قبل حصولها على الشارة الدولية.
وعن مشاركاتها القادمة وهل سنشاهدها تحكم مباريات في دول عربية أو عالمية أشارت الى أنه بمجرد حصولها على الشارة الدولية أصبح بمقدورها تحكيم مباريات كأس العرب ، وغرب آسيا ، لافتة الى أنه بعد عدة أشهر عندها اختبار اسمه ( اختبار حكام نخبة آسيا ) ستقوم بإجرائه في ماليزيا ( كوالا لمبور ) وبمجرد اجتيازه يقوم حينها الاتحاد الآسيوي بتكليفها بتحكيم مباريات كرة قدم في قارة آسيا ، وبعد قارة آسيا يكون هناك مستويات أعلى وبتجاوزها ممكن أن تحكم بمباريات كأس العالم.
وبخصوص دراستها للاعلام وهل ستعمل به بعد تخرجها أم ستتفرغ لتحكيم كرة القدم قالت أليسار : تركيزي في الوقت الحالي على التحكيم ، وقد اشتغل بالاعلام عندما أشعر أن لدّي الوقت الكافي ، أو انتظر حتى يصبح عندي اسم أكبر في مجال التحكيم وتزداد خبرتي وتنضج ، وقتها أحب أن أتخصص بالاعلام الرياضي.
وتختم (أليسار بدور ) حديثها بتوجيه كلمة للفتيات وهي : بأن تؤمن كل فتاة بأي شيء تحبه ، ولاتقارن طموحاتها بطموحات الآخرين أياً كان نوع الطموح ، ولاتستسلم وتضع برأسها فكرة أن المجتمع قد يحب مهنتها أو لا ..
المهم أنتِ ماذا تحبين ، وماذا تريدين ، وماهي الأمور التي ينبغي عليك العمل عليها بإرادة قوية وايمان حقيقي بأنك سوف تصلين بجدك واصرارك لهدفك المنشود طالما أنت تحبين العمل الذي ترغبين به.