بين ارتفاع الأسعار الجنوني لمختلف المواد والسلع، ولاسيما الغذائية منها، وتدني الخدمات في قطاعات حيوية لمستويات غير مسبوقة وتراجع الإنتاج، تتصدر جرعات التسكين ووعود وتصريحات المسؤولين بقرب حدوث انفراجات اقتصادية ومعيشية.. عناوين العام الحالي قبل أيام قليلة تفصلنا عن دخول عام جديد.
ولأن أصحاب القرار مصرون على تبني مقولة “الله محيي الثابت” يستمرون في إطلاق وعودهم في وقت يواجه المواطن السوري أياماً صعبة، إن صح التعبير، في مختلف نواحي حياته، وما قد يحدث خرقاً فيها رسائل الفرح -كما يطلق عليها البعض- التي تدعوه ليحصل على جرة غاز كل ثلاثة أشهر أو 50 ليتر مازوت تدفئ أياماً قليلة من برد الشتاء القارس، حتى نعمة المطر التي يتضرع لله لتهطل باتت هماً مع صعوبة التنقل وغرق الشوارع التي تتكشف معها كل عام حالات التقصير والفساد الحاصل في عمليات الصيانة رغم المبالغ الكبيرة التي تصرف تحت هذا البند وكأن موسم الأمطار مفاجئ بالنسبة للمسؤولين خاصة في المحافظات المعروفة بنسبة أمطارها الغزيرة .
حصيلة تلك الوعود في سلة المواطن ضئيلة جداً والظروف القاسية والصعبة التي يعيشها أغلبية المواطنين خير شاهد نعم ربما ساهمت بعض الأحيان في “تسكيج” مشكلة في سلسلة مشاكل في هذا القطاع أو ذاك، ولكنها بقيت بعيدة عن المعالجة الفاعلة التي تضمن عدم الوقوع في المشكلة مجدداً، وهذا كان عاملاً رئيسياً في تصدع جدار الثقة الذي يكاد أن يقع بين المواطن والسلطة التنفيذية مع كل ما تسوقه الأخيرة من مبررات تحول بين ترجمة أقوالها وتصريحات لأفعال على الأرض.
آخر ما يحتاجه المواطن المنهك والمتعب بكل معنى الكلمة ونحن على أعتاب عام جديد، ينظر إليه الكثيرون بعين الأمل والرجاء و التفاؤل، المزيد من التجريب فيه خاصة فيما يتعلق بلقمة عيشه وعدم تقدير قيمة الوقت، المرحلة والظروف العامة صعبة صحيح ولكن اعتمادها دائماً من أصحاب القرار كعكاز لتبرير حالة العجز الحاصلة في إيجاد الحلول واقتراح قرارات عملية وذات جدوى، بات أمراً مرفوضاً، ولهم في كوادرنا العاملة في قطاعات كثيرة التي لا تدخر جهداً أو مبادرة أو فكرة لحل مشكلة ما، نماذج تحتذى.
الكنز- هناء ديب: