ثمة نجاح يسجل للقيادة الرياضية في احتواء منعكسات الانتكاسات الكروية المتلاحقة التي ضربت منتخباتنا، في مشاركاتها الرسمية، فالمنتخب الأول الذي يحتل المركز الأخير في مجموعته، بالتصفيات المونديالية، مبتعداً ما أمكنه من المنافسة على الملحق، تبعه الخروج من الدور الأول من كأس العرب، كان أسلوب الاحتواء الذي لا ينقصه الذكاء، التهويل والمبالغة وعزف سيمفونية الانتصار التاريخي على نسور قرطاج، والإيحاء أن المدرب الروماني تيتا المنقذ والضالة المنشودة، ليس لمنتخب الرجال فحسب، وإنما لكرتنا الوطنية برمتها، كما أن مسلسل إخفاقات منتخبات الأولمبي والشباب والناشئين كانت نهاية مأساتها إعفاء أجهزتها الفنية والإدارية، خلا منتخب الناشئين طبعاً، والذي يشرف عليه أحد أعمدة التطوير، داخل الاتحاد الكروي…؟!!
أجواء إيجابية، ومناخات متفائلة، تحيط بكرتنا هذه الأيام، بعد طي صفحة استقالة رئيس اللجنة المؤقتة على خلفية عدم السماح للمدرب بالتدخل في الشأن الإداري للمنتخب الأول، ثم العودة عن الاستقالة، والتوصل إلى حل توفيقي، لا يموت فيه الراعي ولا يفنى الغنم…!! كما أن اللجنة المؤقتة لبت كل طلبات المدرب، من معسكرات محلية وخارجية، وإيقاف تعسفي جديد لمسابقة الدوري، والتحرك بفاعلية أكثر في ملف استدعاء اللاعبين المحترفين ذوي الأصول السورية، وأعطت الضوء الأخضر للتعاقد مع الجهاز الفني المساعد، الذي يريده المدرب تيتا، الذي أكد أن مهمته التدريبية ذات شقين، الأول يتعلق بتتمة المباريات في التصفيات، والآخر فيما يخص المستقبل، وتحديداً نهائيات كأس آسيا عام ٢٠٢٣..
هذه الأجواء ليست جديدة على كرتنا ومنتخباتنا، بل نستطيع القول إن جميع منتخباتنا كانت مترافقة مع تلك المناخات الجميلة التي دأب المعنيون بالشأن الكروي على الإيحاء بها، لكن الحصاد كان المرارة والخذلان في كل مرة!!،ليس لأن الأجواء غير حقيقية فقط، وإنما لأنها لا تفي بالغرض وحدها، ولأنها محاولات يائسة للهروب من الحقيقة والعجز عن اجتراح الحلول الناجعة لإشكالياتها المزمنة
مابين السطور – مازن أبو شملة