يقول الخبر وفق ما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت الصهيونية الناطقة بالعبرية، مساء يوم الأربعاء: الثاني والعشرين من كانون الأول الجاري إن رجب أردوغان رئيس النظام التركي استقبل الحاخام اسحاق يوسف الحاخام الأكبر لطائفة السفرديم الشرقية شديدة التعصب، وعدداً من الحاخامات من داخل كيان العدوان الصهيوني وخارجه ليطلق العثماني الجديد خلال الاجتماع سلسلة من التصريحات “الإيجابية “والمفاجئة حول موقفه من اليهود والكيان الصهيوني،
وبحسب الصحيفة قال أردوغان خلال الاجتماع للحاخامات اليهود:”ستبقى العلاقات بين تركيا واليهود وإسرائيل قوية على الدوام”واصفاً العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وتل أبيب أنها أقوى من أي وقت مضى وستستمر في نمو متزايد.
وبحسب الحاخامات الذين حضروا الاجتماع، قال أردوغان أيضا إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل “أمر مهم وسيحدث قريباً”.
ونشرت وسائل إعلام عبرية وصحفيون إسرائيلييون مقاطع فيديو وصوراً توثق لقاء رئيس النظام التركي مع عدد من الحاخامات اليهود في قصره بأنقره.
الحادثة لا تحتاج كثير توضيح أو إيضاح، فهي تأتي بالشهادة من داخل كيان العدو وعلى لسان أعدائنا الذين يقدمون شهادة واضحة الدلالة تؤكد أن أردوغان لم يكن يوماً ممن يلتزم وعداً أو يحفظ عهداً، وأن خلافاته الصورية وتصريحاته النارية ضد كيان الاحتلال وادعاءه الوقوف إلى جانب المقاومة وإلى جانب الحق الفلسطيني، إنما هي مجرد تمثيليات ساذجة وغبية لتغطية موقفه الحقيقي، بدءاً من مسرحية حادثة سفينة مرمرة في أيار ٢٠١٠، وتمثيلية الانسحاب من مؤتمر دافوس عقب جدال حاد مع شمعون بيريز آنذاك وصولاً إلى طرد السفير الصهيوني في أنقرة في أعقاب قرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس عام ٢٠١٨، ليرد كيان الاحتلال بخطوة مماثلة، وغيرها من حركات الاحتجاج والاختلاف التي لم تغير من الموقف شيئاً.
فأردوغان الذي عاش واستمر في مواقعه تبعاً لتقلباته وأحاييله الكثيرة اتبع سياسة المداهنة والتلون والمسايرة للتيار السائد والقوي، مقابل الظهور بموقف البطل، الذي يذكرنا دوماً برواية ( بطل من هذا الزمان) للروائي الروسي جنكيز إيتماتوف، فهو يسرق جهد غيره ويصعد على جثث وأجساد غيره، لنراه اليوم يستعيد العبرة الكاذبة والحقيقة المتوهمة من أن الاستمرار فوق كرسي الحكم مرهون برضا العدو الصهيوني ورضا حاخامات الغدر والخيانة ممن يسبغون على تلميذهم ومواليهم بركات الرضا والقبول، فحقيقة أردوغان أشبه بالمثل القائل بأن تعديل ذنب الكلب ليستقيم عملية مستحيلة ولو دامت تلك العملية لأربعين عاماً، فما أن يرتفع عنه الضغط، حتى يعود سيرته الأولى، ولذا شاهدنا كم وقع اتفاقات مع روسيا في قمم سوتشي مرغماً لينقلب عليها وعلى مضمونها ومحتواها فور وصوله إلى قصر الخلافة المتوهمة، مؤكداً أنه كما الذنب الأعوج الذي لن يستقيم أبداً
معاً على الطريق – مصطفى المقداد