القضية -باختصار- تكمن بذكاء مفترض، والذي يجب أن يبدأ من أولوية إقناع المواطن بأن مؤسساتنا -على تنوعها- تعمل من أجله ولأجله…
هذا يكون عبر النتائج الظاهرة على أرض الواقع وليس عبر التنظير واستهلاك الكلام في الهواء…!!
المتابع لا يحتاج الى كثير من العناء ليصل الى قناعة بأن المواطن المتذمر من أداء المؤسسات الخدمية وصل الى مرحلة متأخرة من الشك والتشكيك بعدم القدرة أو الرغبة أو انعدام المسؤولية عن أداء تلك المؤسسات …
غلاء الأسعار المستمرة حلقاته من قبل التجار خاصة بعد زيادة الرواتب الأخيرة والتي لم يقبضها الموظف رغم تصريحات المسؤولين في وزارة التجارة الداخلية المؤكدة على عدم مشروعية غلاء أي مادة!
من يمسك بزمام المبادرة هنا؟
من يقرر رفع الأسعار إذاً؟
الظاهر التجار وحيتان المال عبر أياديهم الأخطبوطية طويلة المدى هم الأقوى في هذا المضمار “الماراتوني” والذي يكون المواطن الخاسر الأول في كل جولاته وسط تصفيق حار من قبل مؤسساتنا.
المواطن تائه.. إنه فعلاً وصل الى مرحلة الضياع.. ولم يعد قادراً على مجرد التفكير أو المحاكمة ..
رأينا كيف ضاعت زيادة الرواتب من ثاني يوم من إقرارها عبر رفع سعر الدواء بنسبة 30% ..
هناك أيادٍ خفية تعمل لإفراغ أي قرار لصالح المواطن من مضمونه..
هل نستطيع أن نعتبر ذلك عن حسن نية؟
يبدو أن ارتجال التصريحات والقرارات بات موضة تتبعها بعض مؤسساتنا تعبيراً منها عن العجز أو عدم القدرة على التنسيق ..
كل وزارة أو محافظة تصدر قرارها منفردة وخير مثال ما اتبعته الوزارات والمحافظات بخصوص منع دخول المواطنين الى ردهات مؤسساتها الخدمية أو الاقتصادية ما لم يتم إبراز وثيقة اللقاح ضد كورونا..
و حتى لا نتهم أننا ضد أخذ اللقاح .. لا بل نحن في الإعلام من المشجعين وأخذنا على عاتقنا الدعوة والتشجيع عبر حملات إعلامية منذ اليوم الأول لظهور هذا الوباء الخطير.
التحفظ هنا: لماذا لم يصدر قرار مركزي حكومي يحدد الفترة الزمنية بناء على دراسات موضوعية وعدم ترك كل وزارة تغرد على هواها ..
محافظة طرطوس عدلت قرارها ومنحت فرصة لغاية 1/2/2022 للسماح لأكبر عدد ممكن من المواطنين لتلقي العلاج ومن ثم تطبيق قرار منع دخول المواطنين الى مباني المؤسسات الحكومية من دون إبراز وثيقة اللقاح ..
نجزم هنا أن العديد من المحافظات والوزارات ستصاب بالعدوى وتمدد فترة أخذ اللقاح وتعطي الفرصة نفسها للمواطنين
إذاً…
متى نصل الى مرحلة دراسة القرارات وعدم ارتجالها بالعدوى مع غياب شبه كلي عن هموم المواطن ومشهد حياته الذي يئن من ضربات موجعة أفقدته الكثير؟!
على الملأ- شعبان أحمد