الثورة:
ليس من السهل على الإنسان أن يجسد من خلال فيلم سينمائي أو مسلسل درامي مسيرة حياة رجل استثنائي كرس نفسه لفلسطين وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي ، فاستحق أن يكون رمزاً لرجال الدين المقاومين.
لكن لان الثقافة فعل حضاري ولأن السوريين أبناء الإبداع والعطاء والفن والمؤمنين بأن السينما هي الفن العابر للحدود والقادرة على التأثير والتغيير .. قدمت وزارة الإعلام اليوم بمناسبة خمس سنوات على رحيل المطران إيلاريون كبوجي العرض الخاص للفيلم السينمائي «المطران» من تأليف حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب بحضور حشد من المثقفين والاعلاميين والفنانين ..
تناول الفيلم الذي جسد بطولته الفنان القدير رشيد عساف وعدد من نجوم الدراما السورية شخصية رجل دين مسيحي وهو المطران هيلاريون كبوجي الذي ولد في حلب عام 1922 وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس سنة 1965، وقد جيّر مكانته الدينية لصالح خدمة القضية الفلسطينية .. في عام ١٩٧٤ اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بتهمة “تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية” وحكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة ١٢ عاماً ولكن بعد اربع سنوات أفرج عنه بطلب من البابا الفاتيكان ليبعد بعدها إلى روما ويقضي ما تبقى من حياته فيها دون أن يتخلى عن دوره الوطني والديني المقاوم للاحتلال والداعم للقضية الفلسطينية ولوطنه سورية في نضالها ضد الاحتلال وعملائه حتى وفاته عام 2017 عن عمر 94 عاما…على أن يعود رفاته إلى حلب مدينته الأم .
كما صوّر الفيلم حياة المطران في السجن وصموده رغم وسائل التعذيب التي مارسوها بحقه وكيف نشأت علاقة وطيدة بينه وبين المساجين الذين كانوا ينظرون إليه كسجين القدس وفلسطين التي قدسها ودافع عنها بكل بسالة لتبقى رايتها راية المحبة مرتفعة وخفاقة رغماً عن أنوف الغزاة .
كرمته عددا من الدول العربية بطابع بريد يحمل صورته، كما اطلقت مدينة رام الله اسمه على أحد شوارع المدينة .
وفي الختام قام د.بطرس الحلاق وزير الاعلام بتكريم الكاتب حسن م.يوسف والمخرج باسل الخطيب وعدد من نجوم الفيلم وصنّاعه نذكر منهم :
الأب الياس زحلاوي والمايسترو سمير كويفاتي والفنانين آمال سعد الدين والفنانة ترف التقي وباسل حيدر ، ويحيى بيازي ….