” ايزو الفساد “

الثورة – معد عيسى:

بحسب تعريف المواصفة السورية وغير السورية كل ما يوجد في الأسواق السورية مطابق للمواصفة ، فالمواصفة بالتعريف هي الخصائص والميزات التي يحتاج لها المنتج أثناء عمليات الإنتاج كالأبعاد، والأوزان، والأحجام، وقوة الشد أو الخواص الطبيعية، والكيميائية والهندسية.
وبناء على التعريف كل ما نراه من خردة سيارات وتجهيزات سيئة وألبسة رديئة وأكياس خبز غير مسرطنة ولكنها لا تحمل نفسها كل ذلك مطابق للمواصفة السورية .
كي لا نظلم أحدا فكل ما يستورده تجارنا مطابق للمواصفة القياسية السورية وكل نتائج العينات التي تصدرها مخابرنا صحيحة وطبعا هنا لا نناقش الأسعار ، والذي نختلف به عن كل دول العالم هو نظرتنا إلى الجودة ، فالمعنيون بالأمر وأصحاب القرار يتعاملون مع الأمر بشيء من الحسد ، فخلافا لكل دول العالم السيارة الجديدة ذات التقنية والأمان العالي مثلا أقل رسوما لأنها أقل ضررا للبيئة وأكثر أمانا لراكبيها وتقدم لهم الراحة وعليه يحدد عمر السيارة بسبع سنوات ببعض الدول ، أما لدينا فراكب السيارة الحديثة مهما كانت سعتها فعليه أن يدفع رسوما أعلى وضريبة رفاهية لأنها أكثر حماية للمواطن وعلى مالك السيارة أن يدفع على كل بالون حماية وكأن مسؤولينا لا يريدون أن يركب أحد سيارة حديثة وعالية الأمان غيرهم ، و ما قيل عن السيارة ينطبق على جميع السلع .
المواصفات تحدد معايير التحضير والتجهيز المطلوبة وكيفية التخزين والتداول و نسب التفاوت المقبولة في المنتجات .
الفرق بيننا وبين الآخرين أنهم يعملون على الجودة وفقا للمواصفة ، فالجودة تتعلق بتحقيق الأمن والسلامة الصحية والبيئة ومنع الغش ورفع كفاءة الأداء وعليه
يجب التمييز بين المواصفة القياسية للمنتج والمواصفة القياسية لنظام الجودة الذي يضمن مطابقة المنتج لمستوى الجودة العالمي الذي فرضته العولمة بما يعرف بالايزو الذي بدأ بالتصميم و انتهى بخدمة ما بعد البيع ، وهذا ما نفتقده ونواجهه في أسواقنا وعند التصدير أيضا فالدول تطلب الحصول على شهادة المواصفات الدولية للجودة التي تضمن المنتج وتزيد من فرص المنافسة بين المنتجين ويحسن خدمة الزبائن ويرفع الإنتاجية والربحية ولذلك ليس لنا مكان في الأسواق الخارجية إلا المشابهة لوضعنا .
الوضع لدينا مختلف تماما في فهم الايزو وتطبيقه ، ويبدو أننا تفوقنا في ايزو الفساد ومعايير الفساد والتلاعب بالمواصفات ، فحققنا أدنى جودة وفقا للمواصفة بأعلى سعر حتى جعلنا جيوب المواطنين فارغة ومكبات القمامة عامرة بنفايات السيارات والأجهزة الكهربائية والالكترونية .

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا