الثورة – سامر البوظة:
استكمالاً للحرب الإرهابية الظالمة التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من عشر سنوات، وبعد أن أيقنت أن رحيل قواتها المحتلة عن هذه الأرض بات قريباً في ظل تنامي حركة المقاومة الشعبية واتساع دائرة الرفض لهذا الوجود غير الشرعي ولأدواتها الإرهابية العميلة المتمثلة بعصابات “قسد”, تحاول الولايات المتحدة الأميركية تشديد الخناق على الشعب السوري انتقاماً لفشلها، متخذة أساليب وطرقاً شيطانية مختلفة بهدف زيادة الضغط عليه لمحاولة تركيعه وثنيه عن مواقفه الوطنية التي كانت السبب الرئيسي في إفشال كل مخططات العدوان وأجنداته الخبيثة.
ولا تزال الولايات المتحدة تمارس شتى أنواع الإرهاب بحق السوريين، من خلال العقوبات والحصار والإجراءات القسرية الظالمة والتي تستهدفهم في لقمة عيشهم وغذائهم ودوائهم, ناهيك عن سرقة مقدراتهم ومحاصيلهم الزراعية وفي مقدمتها محصول القمح وإحراق حقول الفلاحين المروعة بهذا المحصول الاستراتيجي, متحدية بكل وقاحة القانون الدولي وكافة مبادئ حقوق الإنسان, ولم يقف بها الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى تسميم الأراضي والتربة عبر توزيعها للقمح المسموم على الفلاحين في المناطق التي تسيطر عليها, والتي تعاني منذ سنوات من عوائق عديدة في تأمين حاجتها من هذه المادة بسبب سيطرة “قسد” ونفوذها على تلك المناطق, لتستكمل بذلك مساعيها في عملية تخريب إنتاج القمح في سورية وحرمان الأهالي من هذه المادة الحيوية.
الولايات المتحدة, قامت عن طريق عملائها وبالتعاون مع ميليشيا “قسد”العميلة بتوزيع أطنان من بذار القمح المشبوه والمجهول المصدر على الفلاحين والمزارعين في عدد من القرى بريف الحسكة الشمالي بهدف كسب ودهم واستمالتهم لجانبها بعد تصاعد حالة الغضب واتساع دائرة الرفض الشعبي للاحتلال وعملائه في تلك المناطق, بعد أن أوهمتهم بأن البذار الموزعة جيدة وذات جودة عالية لتشجيعهم على استخدامها في حقولهم, ليتبين فيما بعد أن تلك البذار غير صالحة للزراعة لاحتوائها على آفات زراعية تؤدي زراعتها إلى إخراج الأراضي من الاستثمار بالتدريج لتدمرها ولتصبح بعد ذلك غير قابلة للزراعة مستقبلاً، وبالتالي القضاء على موسم القمح الاستراتيجي في الجزيرة السورية, الأمر الذي يؤدي إلى خلق كارثة غذائية للمواطنين, حيث قامت بتوزيع القمح المسموم في تلك المنطقة مرتين خلال الشهرين الأخيرين.
هي جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الأسود وإلى قائمة الجرائم الطويلة التي ارتكبتها وترتكبها الولايات المتحدة كل يوم بحق الشعب السوري، لتفضح نفسها مجدداً وتكشف عن نواياها وأهدافها الحقيقية في تدمير قدرات سورية الزراعية على المدى المتوسط والطويل وحرمانها من الحصول على القمح، بعد أن كانت تحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الإستراتيجية على مدى سنوات طويلة قبل بدء الحرب، وذلك لتجويع الشعب السوري وزيادة الضغط عليه.
سياسة أميركا العدوانية باتت مكشوفة، وأكاذيبها لم تعد تنطلي على الشعب السوري الذي بات يخبر كل ألاعيبها، وهو بوعيه وصموده سيفشل كل مساعي العدوان، وسيكمل مسيرة كفاحه حتى التحرير وطرد كل محتل وعميل عن أرضه، لأنه يدرك تماماً أنهم السبب الرئيسي في معاناته، وهذا اليوم بات قريباً جداً.