الثانويات المهنية في حمص مناهج غير مواكبة ونقص في المخابر

الثورة – تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:

في ظل التوجه اليوم للاهتمام بالتعليم المهني وتقديم الدعم الكامل له في المرحلة القادمة لتكون مخرجاته منتجة ورافداً فعالاً لسوق العمل. نجد على أرض الواقع معاناة كبيرة تخص هذا القطاع فهو يعاني ما يعانيه وبالأخص فيما يتعلق بالمناهج التي تعتمد التلقين والحفظ وتخلو من الإبداع وهي بحاجة اليوم لإعادة النظر فيها وتطويرها..
كانت جولة الثورة على ثانوية “أيهم راشد ديوب” الصناعية في حمص كمثال اطلعنا فيها على العديد من الشكاوى منها ما يتعلق بالمناهج والأخطاء في ترتيب المعلومات في الكتب، ونقص بعض العناصر وتعطيلها في المخابر الحديثة وعدم جدواها، وشكاوى تخص التجهيزات الخاصة بالبناء نتيجة الأحداث التي سببتها الحرب الظالمة في المنطقة، وشكاوى أخرى سنسلط الضوء عليها من خلال لقاء مدرسي وإدارة المدرسة.

5.jpg

*مناهج تخلو من الإبداع..

معلمة الحرفة “مجد إسماعيل” قالت: من المفروض أن يخرج الطالب من الثانوية الصناعية المهنية، كرافد لسوق العمل ولكن الذي يحدث أن الطالب يخرج وقد حفظ المعلومة بصماً دون معرفة آلية التطبيق، وقد قرأت من فترة على مواقع التواصل، بأن الدعم للثانويات المهنية سيكون في المرحلة القادمة إنتاجياً أكثر منه نظرياً، نحن نتمنى تنفيذ هذا الكلام بسرعة، ورفد السوق بعمال منتجين، حيث كنا نقوم بصناعة العديد من المواد يدوياً، ولكن هذه المادة ألغيت مع الأسف، نتمنى إعادتها، حيث كان الطالب يقوم بإصلاح التلفاز مثلاً بنفسه، يقوم المدرس بنزع السماعة ليتعرف الطالب على العطل وطريقة علاجه، يجب أن يعمل الطالب بيده ليبحث ويفهم لماذا تحدث هذه الأعطال؟ وليس عملية تلقين كما يحدث الآن في المخابر الحديثة، فهي مجرد زر يكبس، فلا يدرك الطالب أين السماعة أو غيرها.

*تقنيات قديمة لمخبر الموبايل..

ومن المشاكل التي تواجهنا مخبر الموبايل حيث أصبح نوعه قديماً، فعندما نقوم بالشرح للطلاب، فأرى أنه لا يضيف شيئاً للطالب ضمن تقنياته القديمة، وأغلب الطلاب لديهم موبايلات تاتش حديثة، حيث يتجاوز عمر المخبر عشرة سنوات، نحن نحتاج في مدارسنا المهنية لتلبية حاجة السوق، وأن يعمل المدرسون بيدهم فالمدرس يعرف ما يحتاجه السوق وما نحن بحاجة له من تصميم شاشات وأجهزة، حيث لدينا تجربة رائدة الآن في المدرسة مخبر يلبي حاجتنا ابتكره زميلنا “عبد الكريم إبراهيم” والمخبر موجود في مدرسة “سعد بن أبي وقاص” للإناث الذي يجعل الطالب يعرف ماذا يفعل على الأقل، ويوضح أين العطل وكيف يتم التصحيح، بعكس المخابر المستوردة فالطالب لا يعذب نفسه بترجمة ما كتب عليها، ما ينعكس جموداً في عقل الطالب..

6.jpg

*فوضى بترتيب المنهاج..

وتحدثت مدرسة مادة الأنظمة لحماية الإنتاج المهندسة “بتول صارمي” قائلة: المنهاج جيد، ونقوم نحن بتشغيل الدارة ولكن مشكلتنا بعدم عمل بعض العناصر التي نقوم بتنسيقها مثل: مكبر العمليات الريليت حيث نقوم بإحضارها، ولا ننسى عدم ترتيب المنهاج النظري بشكل صحيح، فرسم الدارة والشرح المقابل يكون خطأ والصحيح موجود بعد عشرة صفحات مثلاً، فنقوم دائماً بتنبيه الطلاب لمواقع الخطأ، بالإضافة لوجود بعض الدارات غير المشروحة أبداً، ولكن هذا لا ينطبق سوى على دارة أو اثنتين، ونحن نتمنى تجنب هذه الأخطاء قبل طباعة الكتاب، باستثناء ذلك المنهاج جيد ولدينا عناصر في المخبر وننفذ لهم الدارة بشكل نظري وعملي، حيث يستطيع الطلاب تركيب دارات نظامية وتطبيقها عملي..

*أفق مفتوحة أمام الخريجين..

أما رئيس قسم الإلكترون “باسل حمود” فقال: عندما يأتي الطالب إلى المدرسة في الصف الأول الثانوي نعطيه معلومات بدائية عن العناصر ما هي وما مهمتها وكيف يتم قياسها، وكيف تستخرج من الدارة ومتى تكون تالفة أو صالحة، ثم ننتقل لمرحلة التركيب وتطبيق الدارة واللوحات الالكترونية على المخبر، وفي الثالث الثانوي نكون هنا أمام المخططات الهندسية وهي دارة تغذية الصوت…
وأكثر طلابنا يتابع دراسته في المعاهد المختصة، أو يذهبون للكلية العسكرية: الحربية أو البحرية أو الجوية أو الأكاديمية، والأوائل على المعهد يتابعون الدراسة بكلية الهندسة، ولخريجي الثانويات المهنية فرص عمل ممتازة، وأهم شيء أن يسأل الطالب معلمه..

*إمكانيات وخبرات عالية..

وأضاف حمود: لدينا في الثانويات معلمو حرف ومهندسون يمتلكون خبرات عالية، معلم حرفة الإلكترون “عبد الكريم إبراهيم” يمتلك خبرة واسعة في مجال الإلكترون والصيانة وله عدة اختراعات في العام الماضي اخترع شاشة مخبر صيانة لوحات الكترونية بجهده وخبرته المعرفية، وأغلب مدرسينا نشيطون لا يترددون بتقديم خبرتهم كالأستاذ هاني وإلياس وغيرهم، فكل منهم متمرس بأدائه واختصاصه، ويعملون جاهدين لمصلحة الطالب..

وأشار لعدم وجود الزجاج في أغلب الأقسام منذ ثلاث سنوات حيث تدخل الأمطار في فصل الشتاء ما ينعكس رطوبة على المعدات فيؤدي لتعطيل الأجهزة، بالإضافة للبرد الذي يعانيه الطلاب ونتمنى حلّ الأمر بأسرع وقت ممكن بظل عدم توفر المازوت فـ 200 ليتر مازوت لا تكفي لأكثر من أسبوع.

8.jpg

*قرارات غير مدروسة..

أما المدرس “إلياس” فقال: لدينا في المدرسة اختصاصات لا تحتاج لجهد كبير كالحدادة والنجارة والخراطة، بعكس اختصاصات أخرى مثل الميكرونيكس والمعلوماتية والالكترون والكهرباء، تحتاج هذه الاختصاصات لدخولها معدلاً عالياً فهي تحتاج لذكاء، مع أن النظرة لطلابنا دونية علماً أنه يأتينا طلاب حصلوا على مجاميع عالية تأهلهم لدخول باقي الفروع..
ونحن لم نفهم القرار الصادر مؤخراً بالسماح لطلاب التعليم العام بالتحويل للتعليم المهني حتى 20/11/2021، علماً أنه يكون انتهى الفصل الدراسي الأول وقد قمنا بإعطاء طلابنا الأساسيات في المنهاج، ونحن نستغرب من صدور هكذا قرار، ونرى فيه كمدرسين إفشالاً للعملية التعليمية، كيف نضع للطالب علامات وهو لم يكن موجوداً أصلاً…

*اقتراحات وحلول..

أما المدرس “فراس” فأشار لورشة الحدادة في المدرسة التي تحتاج لنوافذ وأبواب وسلط الضوء لإمكانية تنفيذها ضمن ورشات المدرسة واقترح أن يتم ذلك تحت إشراف وزارة التربية والوزارة المختصة، ويكون المُنفذ طلاب المدرسة بإشراف مدرسيهم على أن يعطى الطالب نسبة لتحفيزه على العمل وكذلك معلم الحرفة والباقي يكون لوزارة التربية، فيؤمن الطالب دخلاً بدلاً من التوجه للشركات الخاصة سواء حدادة أو نجاره …، وينسحب الأمر كذلك على التدفئة المركزية، ما يدخل الطلاب إلى سوق العمل والمجال العملي..

* يجب أن نرفد سوق العمل..

المدرس “أحمد” تمنى العودة للدارات السابقة كونها كانت مجدية أكثر، وأكثر فائدة للطالب، يقول: يصل الطالب الآن للثالث الثانوي ولا يعرف كيف يقيس جهد مكثفة، علينا العودة لبناء الدارات الصنعية، حيث أصبح التعليم مخبرياً، وأساس الإلكترون هو العناصر، فيجب أن يدرك الطالب الأساسيات أي العناصر (المكثفة، المقاومة، الملف)..
الأستاذ “غياث رسوق” قال: التمارين في المناهج غير متوافقة مع المنهاج، وليس فيها أي ابتكار، من المفروض أن تكون الثانوية إنتاجية منذ زمن ورافده لسوق العمل وليست مستهلكة، والمناهج منقولة عن المنهاج الأردني الفلسطيني 1983، ولدي المنهاج المأخوذ عنه، فقط أضيفت صور ملونة حيث غير ترتيب المقررات، وهو منهاج غير مواكب لتطورات العصر، نتمنى إعادة النظر بالمنهاج والعودة للمنهاج القديم الذي كان عملياً وأكثر جدوى، مع ضرورة توفر مواد العمل الأساسية مثل: أسياخ اللحام وقطع معدنية..

*الروتين يعوق العملية التعليمية..

وأضاف: تحتاج الطلبية اليوم لأشهر حتى تأتي الموافقة، ويوجد ركاكة بسرعة التنفيذ ربما يعود السبب لما تمر به البلاد من ظروف استثنائية ما انعكس على التعليم وليس لدينا بيئة لتثمر الجهود وتنتج وهذا يحتاج لجهد أكبر، وقد أتانا هذا العام 100 ليتر مازوت لتشغيل بعض الآلات وللتدفئة لتخدم عشر قاعات، لذلك هناك بعض القاعات التي ستحرم ولن تنفذ بعض المشاريع..
كما أشار معاون مدير الثانوية “محمد إدريس” إلى وضع الحمامات وحاجتها للصيانة والبلور لضرورة كون مواد المدرسة عملية بحته بعيدة عن النظري.

*تربية حمص: قلة خبرة المدرسين..

التقينا مع معاون مدير تربية حمص لشؤون التعليم المهني “ميسم زريفة” ليوضح لنا بعض النقاط، فقال:
بالنسبة لنقص العناصر لا يوجد نقص في العناصر، وإنما بعنصرين الكترونيين هما ترانستور وحيد الوصلة و ترانستور تأثير المجال، وهما غير متوفرتان في السوق المحلية، وهما عنصران بدل تالف، نحن بحاجة كمية منها لأنها تتلف نتيجة الاستخدام.
أما عدم جدوى المخابر الحديثة هذا الكلام غير دقيق والمخابر الحديثة ممتازة، ولكن بسبب قلة الخبرة عند بعض الزملاء المدرسين لا يميزون بأن المخبر هو وسيلة إيضاح للتعليم، وعليهم تعليم الطلاب العمل بأيديهم بالإضافة إلى المخبر فمثلاً: إذا كان لدينا مخبر لصيانة الدارات الالكترونية، وهو مخبر إيضاح وعلى المدرس خلال تنفيذ المنهاج أن يدرب الطالب على دارة الكترونية حقيقية وتدريب الطالب على فك وتركيب العناصر وعلى طريقة فحص الأعطال.

*هدفنا التعليم وليس الصيانة..

ومخبر الموبايل هو عبارة عن وحدة تعليمية ضمن مادة صيانة الأجهزة الالكترونية للموبايل، والمخبر كافٍ لتعليم مبادئ الدارة الإلكترونية للموبايل، ويمكن مستقبلاً، تطوير منهاج الموبايل الحديث، ونؤكد بأن الهدف هو تعليم الطالب مبادئ وليس صيانة الموبايل بالكامل فهذا من اختصاص مهنة الاتصالات وليس التقنيات الالكترونية.

وعن كون المخابر الحديثة تلقن الطلاب تلقين نؤكد بأن المخبر هو وسيلة إيضاح تعليمية وعلى المدرس تطوير قدراته ومجاراتها للواقع ونقل هذه الخبرة للطلاب..
وقد يحصل بعض الأعطال في لوحات المخبر، ويتم في هذه الحالة مراسلة الوزارة لصيانتها من قبل الشركة الموردة..
وما يتعلق بالنقص بالمنهاج وعدم ترتيب المقررات هذا الكلام غير دقيق بالمطلق، والمخبر هو عبارة عن مخططات ونقاط تماس تحديد الأعطال والمنهاج واضح وخطوات الشرح واضحة..

*نحفز ونشجع الإبداع..

نحن في مديرية التربية نشجع كافة الأفكار التي يتقدم بها أصحابها، ونقدم الدعم اللازم لتجسيد أفكاره على أرض الواقع من ميزانية التعليم المهني، وذلك عن طريق التحقق بإمكانية الجدوى الاقتصادية لهذه الأفكار والفائدة المرجوة من هذه الاختراعات..
ولدينا تجربة سابقة قبل عام 2007 حيث تم تصنيع العديد من المخابر الأوروبية وهي موجودة في العديد من الثانويات، وكان هناك خطة طموحة لتصنيع أغلب المخابر ولكن ظروف الحرب أثرت على ذلك ..
وقد تم تشكيل لجنة وزارية لدراسة مخبر “عبد الكريم إبراهيم” وهو في طور الدراسة، وقد تم دعم مشروعه هذا العام وشارك فيه في معرض الباسل للإبداع والاختراع..

4.jpg

*للوزارة استراتيجيتها..

وبالنسبة لقرار الوزارة بالسماح بنقل الطلاب من التعليم العام إلى المهني فهو خاص بالوزارة ونتيجة معطيات موجودة لديهم، ولكن من جهتنا لسنا مع طول فترة التسجيل في الصف الأول حيث انتهى بتاريخ 25/11/2021 أي قبل انتهاء الفصل الأول بحوالي الشهر، وبالتالي الطالب أضاع الكثير من المبادئ الواجب تعلمها خلال الفصل الدراسي الأول، ولكن رؤية الوزارة تنطلق من” عندما يتقدم الطالب إلى التعليم العام يكتشف عدم مقدرته بالاستمرار خلال الفصل الأول”، فتكرم الوزير بالسماح لهم بالانتقال إلى التعليم المهني حتى لو خسروا عاماً، وهي رؤية استراتيجية..
وبالنسبة لصيانة البلور والألمنيوم، تعرضت الثانوية للأذى بسبب التفجير الحاصل في مستودع الذخيرة في الصالة الرياضية، وتم صيانة كامل النوافذ والألمنيوم، وبعدها أتى التفجير الذي حصل في معسكر بن الهيثم، ليعيد الوضع إلى ما كان عليه، وتم وضع خطة لاستجرار مبلغ كاف في هذا العام لصيانة جميع النوافذ خلال عام 2022، في حال توافر اعتماد من قبل الوزارة وسوف نتواصل مع العديد من المنظمات الدولية لتأمين الاعتماد والمساهمة في التنفيذ ..

*مقترحات..

وأود أن أشير إلى أن المخابر سواء أكانت قديمة أم حديثة نحن غير قادرين بالاعتماد عليها على جر طلابنا إلى سوق العمل مباشرة، إلا بطريقتين الأولى: تطوير المدرّس حيث إن البعض غير متواجد في سوق العمل وبالتالي هو غير قادر على ربط المخبر بسوق العمل.
والثانية: أو عن طريق المشاريع الإنتاجية التي أتاحها قانون رقم 38.
بالنسبة للتعاون بين وزارة التربية وتكليف ورش النجارة والحدادة بترميم المدارس فالتعاون كان موجوداً عن طريق المرسوم ٣٩ وحالياً أصبح أكثر تعاوناً عن طريق القانون ٣٨ الخاص بالتعليم المهني ونحن بانتظار التعليمات التنفيذية لتفعيل العمل بهذا القانون.

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة