المحادثات الروسية الأميركية.. هل تنزع صاعق التفجير؟

 

ربما من المبكر تقييم نتائج المحادثات الروسية الأميركية في جنيف، حول الضمانات الأمنية التي طالبت بها روسيا، فنجاحها يعني نزع صاعق التفجير للأوضاع المتوترة في أوكرانيا، وهذا لم يحدث بعد، والولايات المتحدة ما زالت تلوح بإمكانية حدوث “مواجهة”، فيما “الناتو” لم يتراجع عن خططه الاستفزازية لمواصلة التوسع نحو الشرق بهدف تهديد الأمن الروسي، وفي المقابل تؤكد موسكو أنها لن تقدم أي تنازلات تحت الضغوط الأميركية، أو وسط التهديدات الغربية المستمرة.

المحادثات الروسية الأميركية، والتي يعقبها اجتماع مجلس روسيا-الناتو في بروكسل غداً الأربعاء، هي فرصة ثمينة للولايات المتحدة، والدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو للنزول عن أعلى الشجرة، وعدم ارتكاب أي حماقة عسكرية تعرض أمنها للخطر، لأن روسيا أكدت أكثر من مرة أن محاولات مخاطبتها من موقع القوة محكوم عليها بالفشل، وبأنها سترد على الخطوات غير الودية بشدة وحزم، وبأن تحقيق النتائج الإيجابية لكل الأطراف، يكمن فقط عبر التوازن في المصالح على أساس من التكافؤ، والاحترام المتبادل، ومراعاة كل طرف مصالح الطرف الآخر.

أعمال العنف والفوضى التي استهدفت كازاخستان- والتي اعتبرها مسؤولو هذا البلد أنها عدوان منظم ومخطط من قبل قوى خارجية- والسرعة في إخماد نيرانها التي أراد مشعلوها أن تدمر الاستقرار في محيط روسيا وإشغالها قبيل بدء المحادثات الروسية الأميركية، لتحصيل تنازلات، يجب أن تكون عبرة للدول الغربية- غير المستبعدة في تحريك تلك الأحداث- لأن تعيد حساباتها وقراءاتها الخاطئة، وأن تفكر ملياً بتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لم يعد مسموحاً حدوث “ثورات ملونة”، والتي لطالما لجأت إليها أميركا وأتباعها الأوروبيون لاستهداف الدول الرافضة لنهجهم الاستعماري، بمعنى أن محاولات تطويق روسيا لإضعافها واستنزاف قدراتها، باتت خياراً فاشلاً، وفي حال أراد الغرب الحفاظ على مصالحه، فالخيار الأمثل هو بالحوار والدبلوماسية، والكف عن لغة التهديد والوعيد.

المحادثات الروسية الأميركية هي صعبة ومعقدة على حد وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، ولكن هذا لا يعني أنها قد تقود إلى نتائج غير مرضية في حال امتلكت الولايات المتحدة الإرادة السياسية الكافية للوصول إلى نتائج إيجابية، وربما تكون الإشارات السلبية التي أرسلتها واشنطن وبروكسل قبيل بدء المحادثات، هي لرفع شروط التفاوض، فالواقع الجديد لجهة التغير الحاصل في موازين القوى، بات الغرب يدركه جيداً، وهو لا يصب في مصلحته، وهذا يحتم على أميركا إلى جانب حلفائها الأوروبيين أخذ التأكيدات الروسية بالرد الحازم على تجاوز خطوطها الحمراء على محمل الجد، تجنباً لانزلاق خطير قد يهدد أمن واستقرار أوروبا، ويقوض الأمن والسلم الدوليين في الوقت ذاته.

نبض الحدث -ناصر منذر

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية