الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
أهميته ليست من متعته، بل لضرورته المعرفية، وخاصة عندما يتحول الإبداع إلى فعل يقاوم كل هذا التشويه واللاشيء الذي يحيط بنا، كل هذا التفريغ المقنع لإلهامات لطالما تصدت للسطحي، وها هي تعبد الطرق ليحل مكانها أفكار جوفاء بلا معنى، تتمكن من عقول أجيال شابة، يصبح أي شيء سواها لا يستساغ..
المعضلة الأخيرة، تبدي إلى أي مدى نحتاج إلى الإشكالية الجمالية، كي نتذوق إبداعاً يرتقي بنا، نحو وعي أرفع، لا يعني هذا أن الإبداع لا يمكن له أن يفيض أو يتقيد بالظرف الصعب، ولكن إبداع الفن والأدب …يعيننا على التعايش مع واقع لا يروق لنا…
يساعدنا على التصالح مع هذا الواقع الصعب، عندما لا يوجد مفر منه ولا من التعايش معه، يسحبنا نحوه، لينتشلنا من عتمة اللحظة الراهنة، ويفتح آفاق أذهاننا على حلول لن نراها، إن لم نتمكن من القفز ولو وهمياً عن عنق الزجاجة تفادياً الغرق في حياة لا نرغبها ولم نؤهل لها يوماً…
عمق اللحظة في التعاطي مع الإبداع تأتي حين يصبح حلقة وسيطة، لتحريض تفكيرنا، وشحذ قوانا، وإرادتنا على الفعل، حين يخرجنا عن السائد، ومدلولاته ويعيننا على فهم جديد للعالم المتغير…بالتأكيد لن يكون مجرد من سياقاته التاريخية التي أودت بنا إلى هذا المصير المتفلت من كل تأثيرات الإبداع إلا فيما ندر…!
التاريخ: الثلاثاء18-1-2022
رقم العدد :1079