البحث عن صهاريج المازوت أثقل كاهل المواطنين في حلب ومطالب بعودة الضخ داخل المنازل

الثورة – تحقيق -جهاد اصطيف – حسن العجيلي:

يجلس الرجل الخمسيني علاء في منزله بحي صلاح الدين بحلب ، بقبعته الصوفية وملابسه الكثيفة ، مع زوجته وأطفاله ، في غرفة باردة رغم عدم خلوها من المدفأة التي اعتاد على نصبها مع بداية كل شتاء، إلا أنه لم يستلم حصته من المازوت المخصص له بعد ولا يزال ينتظر دوره ضمن النسبة المئوية القليلة المتبقية التي لا تتعدى ” ٥ ” % أو أكثر بقليل كما علمنا.
*خير من أن لا تصل..
بالطبع هذا حال العديد من المواطنين في حلب الذين يشتكون من تأخر وصول رسالة المازوت، خاصة وأن أربعينية الشتاء قد شارفت على الانتهاء، وعلى مبدأ ” خير من ألا تصل ” يضيفون : بدل أن ننتظر توزيع الدفعة الثانية ، إلا أن العديد منا يمني النفس في أن يستلم الدفعة الأولى ونريح أنفسنا من هم قد أرقنا مطولا قبل أن نشغل بالنا مجددا مع بداية توزيع الدفعة الثانية المزمع المباشرة فيها بعد أسبوع أو أكثر بقليل كما سمعنا.
ويضيف ” علاء ” هناك من تسلم مخصصاته من مادة مازوت التدفئة منذ شهرين تقريبا، بينما أنا وكثيرون غيرنا لا زلنا ننتظر الرسالة الميمونة كي ندفئ عظامنا فيها لما تبقى من أيام في مربعينية الشتاء!.

*البرد تسلل إلى عظامنا ..
في المشهد الآخر يقول ” صالح ” من حي الأنصاري : قبل عام ونصف أو عامين تقريبا تقلصت مخصصاتنا من مازوت التدفئة من ٢٠٠ إلى ١٠٠ ليتر، لتعود وتنخفض إلى ٥٠ ليتراً، أمام ذلك ماذا نفعل وحتى إن استلمنا مخصصات المازوت، فهي غير كافية حتما للتدفئة وعلى الأغلب سنستخدمها لمدفأة الحمام.

*محرومون من المازوت..
وقبل الخوض في التشديد وآلية التوزيع المتبعة والازدحامات أمام صهاريج المازوت ، التي بتنا نشاهدها خاصة خلال الأيام الماضية في معظم أحياء حلب، نود أن نعود إلى بعض الآراء مجددا حول العديد من النقاط التي لا تزال غائبة عن بال الكثير من الناس، كما وردت على لسان العديد ممن التقيناهم سواء في مكان التوزيع أو ممن طرأت لديهم حالات خاصة، كأحد الأشخاص الذي اتصل بنا وهو من حي الأشرفية بحلب ، وقد تساءل : إذا وردت كلمة ملغى ماذا تعني على تطبيق ” وين ” يقول إنه بعد جهد جهيد عرف الإجابة بأن طلبه ألغي بسبب تأخره على استلام مخصصاته مدة ٢٤ ساعة ، وأوضح أنه حينما اتصل مع المعتمد ، أخبره أنه لا يستطيع استلام المخصصات بسبب مضي ٢٤ ساعة على موعده ، وبعد مدة وجد على البرنامج الخاص بتوزيع المخصصات “وين” أن حصته ملغية ، بالرغم من أن هناك أشخاصاً استلموا المازوت رغم مضي يومين على الموعد حسب قوله.

*الذهاب للصهاريج مشقة..فيما رأى الكثير من المواطنين أن فرض الذهاب إلى صاحب الصهريج لاستلام المخصصات في الموعد المحدد لهم ، بعدما كانت تصل إلى المنزل مباشرة ، أمر فيه مشقة كبيرة ، خاصة وأن هناك كبارا في السن ونسوة ، فضلا عن تحمل أعباء مالية إضافية ، فمن الصعب بمكان استئجار ” تكسي ” بغية إيصال المازوت للمنزل ، إلا إذا تكبد المواطن دفع تسعيرة مضاعفة فوق التسعيرة التي يتقاضاها معظم سائقي التكاسي..
وهنا يقول “حميد” ٤٤ عاما: يبدو أن الشتوية لم تنته بعد ، ويردف : استلمت مخصصاتي من المازوت ، لكن بقي أناس ، خاصة في حلب، لم يستلموا إلى الآن، والجو كما ترون أصبح باردا جدا، ويوضح، من لم يستلم مخصصاته، ومقتدر ماديا يشتري المازوت من السوق السوداء بنحو ٣٠٠٠ ليرة لليتر الواحد، وهناك من يشتري كيلو الحطب بألف ليرة سورية.

*الكمية قليلة..

فيما تقول ” فاطمة ” ، ٥٠ عاماً ، من حي أرض الناصر ، وهي أم لأربعة أولاد، حتى لو وصل المازوت فهذه الكمية لا تكفي حتى للحمام ، لقد تعودنا على الحرامات والأغطية للتدفئة لأنه لم يعد أمامنا خيار آخر، فالمدفأة على ما يبدو لم يعد لها داع.

 *محروقات: ننفذ القرارات..

أمام ما تقدم وبعد محاولات عدة تمكنا من الاتصال بالمهندس “عبد الإله الندمان” مدير فرع محروقات حلب الذي أكد خلال جلسة مجلس المحافظة أن نسبة توزيع المازوت المنزلي بحلب بلغت لغاية صباح أمس ٩٢ % على أن تنتهي الدورة الحالية خلال يومين ، لتبدأ الدورة الجديدة لتوزيع كمية ٥٠ ليترا بعدها مباشرة، فقد أوضح لنا ” هاتفيا ” اليوم أن الكمية الموزعة والآلية المتبعة بالنسبة لتوزيع المازوت المنزلي تتم بناء على قرارات وتوجيهات الحكومة ونحن في المديرية ننفذ هذه القرارات والتوجيهات كما تردنا ، وفي حال صدور أي قرار حول الكمية أو آلية التنفيذ سنقوم بتطبيقها دون شك.

* بات واجبا..

وقبل أن نختم حديثنا بآخر القول علينا أن نذكر المعنيين أن كل الخطوات المتخذة بمسألة المحروقات لم تكن مجدية ، خاصة آلية التوزيع الأخيرة ، إلا أننا نجد أن الميسورين ماديا يقدمون على شراء الليتر بنحو ٣٠٠٠ ليرة من السوق السوداء، ولكن بالمقابل ، هناك الأكثرية من غير المقتدرين ماديا لجؤوا إلى مصادر بديلة عن طريق جمع ما يتيسر
لهم مثل الخشب وأغصان الأشجار والبلاستيك والكرتون وقصاصة القماش المضر بطبيعة الحال بالصحة ليستخدموه بالتدفئة ، لكن لا خيار أمام الكثير سوى اتباع هذه الأساليب لدرء برد الشتاء القارس عن كاهله وكاهل عائلته

*آخر الكلام..

أخيرا..يمكننا القول إن غالبية المواطنين بحلب يريدون من المعنيين ويطالبون بإعادة آلية التوزيع المباشر لمادة المازوت إلى المنازل كما كان الحال عندما كانت كمية التوزيع ١٠٠ ليتر دفعة واحدة، ولأن الدفعة الثانية سيباشر بها قريبا ، فقد نضم صوتنا مع صوت هؤلاء ونقول للوزارة المعنية وكل الجهات المعنية، أن تكون الدفعة ١٠٠ ليتر بدل الـ ٥٠ علنا نعوض ما فاتنا من برد هذه الشتوية التي لم نشهد لها مثيلا من قبل..

آخر الأخبار
الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي وقفة احتجاجية في تونس تنديداً بالاعتداءات على غزة وسوريا واليمن