الثورة – عبد الحميد غانم:
استمرار الاحتلال والعدوان التركي ضد السيادة السورية يعكس وحشية نظام أردوغان وعنصريته ونازيته والأطماع العثمانية القديمة المتجددة ضد دول المنطقة وشعوبها، إذ لا يمضي يوم إلا ويقوم هذا النظام الفاشي باعتداءات جبانة وسلوكيات وانتهاكات لا إنسانية بحق المواطنين السوريين في الجزء المحتل من الأراضي السورية.
وفي الوقت الذي يواصل فيه نهبه للثروات النفطية والمائية والاقتصادية السورية، بالتعاون مع المحتل الأميركي والجماعات الإرهابية المنضوية تحت احتلاله والعناصر الانفصالية العميلة والخائنة للوطن، يقوم نظام أردوغان بتطبيق سياسة التتريك في الجزء المحتل من الشمال السوري كجزء من سياسة عثمانية موروثة وخبيثة، إضافة إلى قطع الماء والكهرباء ومصادر الحياة الأخرى عن السكان والتضييق عليهم من أجل إجبار شبابهم وفتيانهم على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة التي تعمل تحت إمرته وتنفذ أجنداته.
هذه الممارسات الإجرامية لنظام أردوغان وللاحتلال التركي تمثل خطراً كبيراً على سورية وعلى أمن واستقرار المنطقة، كون النظام التركي يحاول إحياء الأطماع العثمانية القديمة وتحقيق أهدافه العدوانية من خلال توسيع احتلاله وهيمنته ليس فقط على سورية وإنما على دول أخرى في الإقليم وشمال أفريقيا ومناطق أخرى.
إذ لم تقتصر تلك الممارسات على استهداف سورية والعراق وإنما امتدت إلى ليبيا والسودان أيضاً، فإلى جانب الاحتلال والعدوان يقوم نظام أردوغان في منطقتنا بأدوار أخرى من خلال تسهيل نقل الإرهابيين والمرتزقة من والى سورية والعراق وليبيا والسودان، وقد وصل به الأمر لإرسال مرتزقته إلى كازاخستان، وقبلها إلى أذربيجان أثناء النزاع حول إقليم ناغورني كاراباخ مع أرمينيا.
إن الممارسات والأهداف الخبيثة لنظام أردوغان التي تتناغم مع المشروعات والمخططات الاستعمارية الغربية والأمريكية والإسرائيلية لم تعد خافية على أحد وباتت مكشوفة للعالم، وهي مرفوضة شعبياً ودولياً، وتتناقض مع القوانين والمواثيق الدولية، وهذا يتطلب من دول المنطقة وشعوبها وإعلامها وقواها ومنظماتها السياسية التحرك السريع ليس لإدانة تلك الممارسات الإجرامية فحسب بل للمطالبة بوقفها فوراً وإجباره على الانسحاب وتعويض المتضررين عن احتلاله وعدوانه وجرائمه اللاإنسانية، ومحاسبة نظامه الفاشي الإرهابي وتحميله المسؤولية الكاملة عن كل الأضرار التي ألحقتها جرائمه بشعوب المنطقة.
إن أهداف النظام التركي من خلال عدوانه وإرهابه وجرائمه واحتلاله ودعمه للإرهاب وتدخلاته المتكررة في سورية باتت مكشوفة أمام السوريين، وستفشل وتتهاوى أمام صمودهم شعباً ودولة وجيشاً وقيادة، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على عجزه وفشله ونياته السيئة المبيتة، وهذا وما سيزيد من أزمته داخلياً وخارجياً، لأنه أعجز من أن ينجح في تمرير أجنداته في سورية أو إخضاعها لمشروعه العثماني الخاص أو للمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني الذي يعمل ضمن أجندته.