الملحق الثقافي:نبوغ محمد أسعد:
أمام قراءة المجموعة التي حملت تجليات شهرزاد نجد أن الكاتب عماد الدين إبراهيم لا يقف عند حدود الموهبة، وأعتقد جازمة أن الأديب لا يقف عند حدود القدرة الإبداعية في الموهبة وهذا أمر عفوي يظهر ثقافات الاطلاع وتحولات العلاقات الاجتماعية المتباينة والمختلفة والرؤى المتمخضة عن انعكاسات نفسية وكل هذه الأسس تلعب دوراً في مكون آخر يطرحه الخيال على مساحة الكتابة.
هكذا تبدو إبداعات عماد الدين إبراهيم التي تأخذ القارئ بسهولة غريبة إلى أن يواجه الامتناع في القدرة على تقليدها ..تبدو التجليات جلية عبر الجمع التوفيقي بين قدرة الخيال على مشاكلة الواقع أو خلق التشابه معه والتوفيق بين أحداث شخوص الكاتب وتوافقها مع الواقع وهذا ما ألفناه خلال انتقال الأسرة وذهابها لحضور وفاة شخص أحبته وقدمه الكاتب بصورة مشكلة لتقدم الأخلاق والطيبة والمحبة على كل المكتسبات الأخرى..
الطرح الإبداعي الذي يأخذ القارئ إلى أماكن حركة الشخوص تدل على انشغال الكاتب باحترام موهبته على أنها أمانة من المفترض أن تراقب الواقع وأن تتأثر بالحدث وأن تسعى إلى منطق آخر يسعى إلى حلول أو طرح جديد وغير ذلك مما يجب أن تقوم به الفنيات القادمة بفعل الإبداع.
ويسخر الكاتب القناعات الاجتماعية أو التقاليد التي تدور في حيوات البيئات المختلفة ليصل بها إلى إيجابيات مفقودة ويعتبر أن تلك القناعات برغم الخلافات على توثيقها يمكن ان تؤدي غرضاً إيجابياً عندما يستخدمها الأديب في مساراته الثقافية وهذا ما وجدناه في قصة شجرة القتيل ..ووقائع قبل النوم وغيرها من القصص التي وردت في المجموعة.
القصص التي جاءت في المجموعة يتفرد فيها الكاتب بالجمع بين العاطفة والخيال وأثرهما على مكونات الحركة ونهاية الموضوع وبين المصطلحات والأسماء والبلدان التي تكونت بفعل الثقافة والرحلات والتواصل الاجتماعي كقصة دمعة في موسكو والممتعض.
ويحرص الكاتب أيضاً على توظيف ما يتردد في البيئة الاجتماعية على أنها حالات تأتي بفعل الأخلاق كقصة سفر على مقام الشرق التي تتفق مع القصص الأخرى بشفافية طرحها.
المجموعة عبارة عن تشكيل اجتماعي وجداني معجون بروح وثابة تسعى لتقديم ما هو خير للمجتمع والإنسان المقهور وسعيه في البحث عن سبل السعادة وتطوير الذات دون التمسك بالماضي والخيال الذي يمكن أن يؤدي لتلبك فكري ليس له نفع في المستقبل
القصص بمجملها تشكيل درامي رفيع المستوى عالي الثقافة ببناء متماسك المعاني الفنية إضافة إلى الروح المعنوية الحساسة والأصالة الفطرية .
التاريخ: الثلاثاء25-1-2022
رقم العدد :1080