القوة الخفية -2-

في خطط الإدارة الاستعمارية الأميركية غير مهم خسران أعداد من الأميركيين، أو أماكن ذات حيوية مطلقة، أو حتى قواعد عسكرية مهمة، داخل أميركا أو خارجها، لتحقيق غاية الهيمنة والتملك وصولاً للغاية المرجوة.. لأنها في اعتباراتها نجاح أبهر.. تحققه قوتها الخفية..

خير مثال تضحيتهم بالبرجين التجاريين الأكثر عالمية في سبتمبر 2000 ليعملوا على تأجيج أسطورة بن لادن، وبتلك العملية تتضح معالم الصهيونية في الحدث.. بغياب ما ينوف عن 3000 عامل يهودي في ذاك التاريخ..

وعلى طريقة الفلاش باك الهوليودية نعود لثمانينات القرن الماضي حين حاولت تحريك الإخوان المسلمين في سورية، لاختلاق حرب أهلية.. لكنها فشلت بامتياز حيث لا حاضن شعبياً للإخوان ولا لتأجيج الطوائف فالشعب السوري واحد..

في السبعينيات ولأجل مكافحة اليسار والنفوذ الشيوعي الاشتراكي الذي كانت تخشاه القوى الإمبريالية حينها، حركت الولايات المتحدة الأميركية الإرهاب المنسوب لليسار المتطرف، حجة للتدخل في الحكومات الأوروبية وربطها في الفلك الأميركي.. وكان لها ذلك..

أشعلوا ما بين إيطاليا وتركيا، متبعين ما دعوه باستراتيجية الاضطراب، التي انتهجوها نمطاً لتأجيج التوتر والعنف، من خلال عمليات سرية، تدعم أنصار أميركا في البلد الهدف، سبيلاً للتدخل العسكري بحجة تحجيم اليسار وقمعه..

في الستينات وتحديداً عام 1962 شكلت الاستخبارات الأميركية ميليشيات كوبية، لضرب القاعدة الأميركية في كوبا، لتكون العملية ذريعة لمهاجمة كوبا واحتلالها.. وعندما اعترض الرئيس الأميركي جون كنيدي على المشروع ومخطط ضرب فييتنام تم التخلص منه على يد من أعدوه..

السياسة الاستعمارية الأميركية، لا تريد من يوقفها عن خططها الجهنمية المدمرة كائناً من كان حتى لو كان الرئيس المنتخب بذاته، فقد كانت سياسة كنيدي عدم التدخل في قضايا الدول وعدم الدخول في حروب، لذا تخلصت منه وسط جماهيره واتهمت باغتياله من دعوه بالمعتوه..

دخلت الحرب على فيتنام إلى أن تناثرت قواتها على أرضها.. مدعية انتصارات زائفة لها فيها.. إلا أن المقاومة الفيتنامية الباسلة حققت انتصارها وحريتها وفضحت هزيمة القوات الأميركية مع أول كاميرا تصوير دخلت معارك الحرب لتفضح هزائمهم ما اضطرهم للانسحاب المزري.

إن الراية الخداعة مصطلح سياسي، استخدمته الولايات الأميركية في عملياتها الإرهابية التي تنفذها على نفسها ضد مواقعها، على أرضها أو خارجها، على أنها مصالح تُستهدف من خصومها الذين تود تدميرهم. لأنها تخشى قوتهم أن تتنامى في زمن ما.. مبرراً لحربها على الدولة الهدف.

فهي تشعل اضطرابات في جهة ما.. أو بين جهتين.. كما حدث بين إيطاليا وتركيا.أو تقوم بإعلان حرب، كما حدث في الستينيات حين قامت بتكوين ميليشيات كوبية؛ تقوم بعمليات ضد القاعدة الأميركية في كوبا، لتكون مبرراً لها في الحرب عليها. والنتيجة حصارها 50 سنة..

ولعل أبرز ما في تاريخ أمريكا الأسود كان في أربعينيات القرن الماضي عندما صنّعت تنظيماً إرهابياً ليهاجم أسطولها.. ذريعة الهجوم على اليابان، ثم ألقت بالقنبلتين الذريتين الأكثر تدميراً على هيروشيما وناغازاكي، ومازال يعاني أجيال المدينتين فادحة الحدث؟؟ احتلت بعدها اليابان..

السياسة الأميركية كانت وما زالت حتى اليوم تمارس أكثر الأفعال دناءةً.. وتباهي بها العالم معتبرة إياها نجاحات بالنسبة لسياستها في الإبادة الجماعية.. التي تعتبرها دفاعاً عن أمنها القومي.

ترى هل من اعترافات يمكن أن تصدر بعد عقود من الزمن وبعد أن تضع الحرب على سورية أوزارها بشكل كامل.. وعلى لسان من يمكن أن تكون.. فمن كان يدعى بالحكيم الأميركي هو من أفضى بفضائح الحروب الأميركية. وهو على فراش الموت..

هل من يدعى اليوم الحكيم في بلد آخر سيعترف يوماً بجرائم؛ يرتفع عنها ستار الحقيقة حين يداهمه شبح الموت.. لتكشف أدواراً لمن كادوا لسورية.. أم سيظهر حكيم مازال في خفايا الحرب على سورية ولبنان وما حدث للأمة.. وقد يكون آخر.. مازال متلطياً في مكان ما..

إضاءات- شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

 

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة