في الوقت الذي لا تزال تتواصل فيه الفصول الدامية لـ ” مسرحية سجن الحسكة ” التي كتبتها وأخرجتها ونفذتها الولايات المتحدة ومرتزقتها، كشفت صحيفة ” نيويورك تايمز” وفقاً لوثائق جديدة سربها “البنتاغون” قيام وحدة العمليات الأميركية الخاصة التي تُدعى “قوة المهام التاسعة” في آذار من عام 2017 بقصف سد الفرات، ولولا فشل مخططهم تجاه السد العظيم لكان الأمر مختلفاً جداً لجهة الآثار والتداعيات الكارثية على الشعب السوري.
في ما وراء تزامن الحدثين معاً، (حدث تهريب الدواعش من سجن الحسكة وما تلا ذلك من ممارسات وحشية وإرهابية بحق المدنيين وممتلكاتهم وبناهم التحتية ومنشآتهم الاجتماعية والتعليمية، وحدث الاعتراف والكشف عن وقائع قصف سد الفرات)، أهداف أميركية واضحة، تتقاطع جميعها لأن تكون مقدمة لتصعيد أميركي أخطر على الأرض، ضمن سياق الضغط على الدولة السورية من أجل القبول بالإملاءات والشروط الأميركية ومن أجل الخضوع وتقديم التنازلات والتخلي عن مطالبها وخطوطها الحمر، ناهيك عن الأهداف الأخرى لواشنطن والكيان الصهيوني في المنطقة برمتها.
يبدو أن ورقة تنظيم داعش الإرهابي، قد باتت آخر الأوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة، بعد أن خسرت كل أوراقها في الميدان السوري، لذلك هي تقوم في كل مرة إعادة إحيائه عندما تعجز أو تفشل في تحقيق أهدافها بشكل مباشر على الأرض، على اعتبار أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل من جهة الدريئة والذريعة للاحتلال والتدمير والإرهاب الممنهج، وأنه يشكل من جهة ذراعاً أميركية لاستهداف الجيش العربي السوري واستنزافه.
أميركا اليوم في موقع المهزوم، وكل محاولاتها لتغيير الواقع سوف تبوء بالفشل لأن حوامله وقواعده باتت متجذرة بعيداً في عمق المشهد، ويستحيل تبديلها أو تغييرها تحت أي ظرف من الظروف.
نبض الحدث – فؤاد الوادي