عارض فرويد في نظرية أن حاجة الإنسان الأولى والكبرى الحاجة الجنسية قائلاً : “إنما الحاجة إلى الحب.. الحاجة إلى المحبة.. حاجة الإنسان إلى أن يُحبّ وأن يُحَّب، وهذا ينسحب على كلّ أشكال المحبة وأنواعها : الأب والأم، الأولاد، الوطن” إنّه المفكّر وعالم النفس الدكتور فاخر عاقل…
نستذكره وذكرى الرحيل تزيد من قناعتنا قناعته التي أكّد فيها أن الإنسان يميل إلى البقاء، وبقاؤه في تركة تقاس بسنّي عمره التي قضاها في التأليف بلغات عدّة مع العربية أنتج مايزيد على سبع وعشرين كتاباً في التربية وعلم النفس، إضافة إلى قاموسي “معجم علم النفس” و”معجم العلوم النفسية” الذي ضمنه نحو ثمانية آلاف مصطلح مشروح باللغتين العربية والإنجليزية…
النظريات في علم النفس أصبحت من منسيات القرن العشرين لذلك دأب الدكتور فاخر عاقل في المطالبة بربط علم النفس في بلداننا العربية بعلوم الفسيولوجيا والبيولوجيا وعلم الأعصاب والتشريح وسواها، فهل تتحقق أمنياته بعد الرحيل ونعمل على إنشاء مختبرات لطلاب علم النفس يجرون تجاربهم فيها ويخرجون بنتائج عملية ليأتي البحث العلمي مكتملاً في كلّ علم النفس وتقنياته…
استحق الدكتور فاخر عاقل التكريم فقلّده السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، بعد مسيرة طويلة من البحث وتطوير علم النفس، لم يبخل في تقديم نتائج أبحاثه على مدار اثنين وتسعين عاماً قضاها في تحصيل العلوم وإنتاجها، وقدّم مكتبته التي تحتوي أكثر من ٤٥٠٠ كتاب هدية لمكتبة الأسد الوطنية..
الدكتور فاخر عاقل أحبّ سورية وعبّر عن هذا الحبّ في حجم العطاء الذي لم يبخل به يوماً يقول استكمالاً لنظريته التي عارض فيها فرويد؛ ” هذا الحبّ حين يتخذ الشكل الجنسي التناسلي.. ينقلب إلى شيء مضر إذا لم ترافقه الأخلاق.. لذلك كان من واجب الأخلاق أن توجه الدافع الجنسي توجيها أخلاقيا”.
رؤية- هناء الدويري