كانت لافتة ،مؤخراً، تصريحات لرئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، وقد طرح أموراً مختلفة قابلة للنقاش، لأن بعضها مثير بشكل إيجابي، والآخر مستفز بطريقة سلبية، خصوصاً وأن المشهد التحكيمي المحلي في الآونة الأخيرة لم يكن مرضياً إلى حد بعيد.
فقد قال في تصريحاته: “الأخطاء المؤثرة تكاد تكون معدومة خلال مباريات الدوري، كانت لدينا 3 أخطاء مؤثرة فقط بـ49 مباراة”، وهنا نجد أنه لا يعطي الخطأ قيمته إلا من حيث التأثير الرقمي في نتيجة المباراة، ولا يولي الاهتمام الكافي للرياضة كصناعة فنية وهذا ما نركز عليه دائماً، فقد تكفلت الأخطاء التحكيمية التي لا يراها رئيس اللجنة مؤثرة، بضياع بهجة الدوري بشكل شبه كامل أحياناً.
الجمهور لا يبحث عن الانتصار بقدر ما يبحث عن المتعة، وأي شعور ولو ضئيل بالظلم يدمر هذه المتعة، الأخطاء التي غيرت مجرى المباريات ونتائجها والتي حددها بثلاث فقط، لم تجد التصويب اللائق والمطلوب من قبل لجنة الحكام، وهذا يعني أن الأمور سليمة، هذا ما نفهمه من غياب معاقبة الحكام خلال الدوري، فاللجنة ترى قراراتهم صحيحة!! هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد تمت محاسبة أحد الحكام بالإيقاف لموسم كامل بسبب أخطائه المقصودة ضد نادي الفتوة، ثم تم التراجع عن القرار وعاد الحكم المذكور إلى المستطيل الأخضر!! ولا تزال ذكرى ظلمه حاضرة بقوة في نفوس لاعبي جميع الأندية وليس الفتوة فقط، وما نريد قوله هنا إن التراجع عن القرار لا يريح اللاعبين ولا الجمهور.
هذا بالنسبة للأخطاء القاتلة التي تغير النتيجة وبالتالي تحرف مسار المسابقة، أما تلك التي لا يراها رئيس لجنة الحكام مؤثرة، فهي هادمة للمتعة، مثيرة للتشنج، زارعة لليأس والإحباط، فالجمهور ليس مثل المدرب والإداري واللاعب، فهو يرى ركلة ركنية خاطئة أو حتى رمية تماس، كارثة وربما تغير نتيجة المباراة، لأنه لا يرى اللعبة إلا من حيث بناء الهجمة وتطورها وصولاً للمرمى، وكأنه يشاهد عرضاً سينمائياً متنامياً.
أما المثير الإيجابي فيما قاله ،فهو شكاواه المحقة والتي يتفق الجميع معه بها، وتولد غضباً عند من يسمعها، عندما قال: ” ينقصنا كحكام أمور عديدة أهمها التحضير الجدي قبل بداية المسابقات، والتعويضات المادية للحكام ضعيفة لا تتناسب أبداً مع الجهود التي يبذلها الحكام وينقصنا الدعم الإعلامي، إضافة للتجهيزات والأدوات المساعدة”.
وأضاف: “نحتاج إلى دعم مطلق لإعادة بناء جيل تحكيمي لأننا في وضع لا يسر من حيث عدد الحكام، أما الأدوات المساعدة فطلبناها من اللجنة المؤقتة وبدورها خاطبت الفيفا لتأمين المطلوب، ولا أحد يعلم متى ستصل”.
تكاد قرارات الحكام أن تكون العنوان الأبرز للدوري الممتاز، فلا تمر مباراة إلا ويتحول التشجيع فيها إلى هرج ومرج واعتراض قد يكسر جدار الروح الرياضية ويصل إلى حد توجيه الإهانة للحكام والتشكيك في نزاهتهم، وهذا الأمر مهم جداً، علينا أن نرى الشق الثاني من الصورة، الحكام بشر وليسوا ملائكة، يقع عليهم ضغط هائل قبل اللقاء وخلاله وبعده، فهم بحاجة إلى الدعم والتمكين بكل الوسائل، وافتقاد حكامنا لكل هذا يثير الدهشة والاستغراب!! فلا دعم مالي لجهودهم، ولا إعلامي، ولا نفسي من الجمهور!!.
مابين السطور- سومرحنيش