أوكرانيا.. والمأزق الغربي

خلال اليومين الماضيين، كثف المسؤولون الأوكرانيون تحذيراتهم من خطورة التهويل الأميركي والغربي للخطر الروسي المزعوم، وأكدوا أن المبالغة في هذا التهويل تنعكس سلباً على الاقتصاد الأوكراني من جهة، ومن جهة ثانية ترفع مستوى الإحباط لدى الشارع الأوكراني نتيجة أجواء الذعر التي تتسبب بها التصريحات الغربية.

أوكرانيا هي من شرعت أبواب التدخل الغربي لتأجيج التوتر مع روسيا، وهي تطمح لنيل عضوية “الناتو”، ولكن يبدو أنها سرعان ما وقعت في فخ المصيدة الأميركية، وبدأت تتلمس حقيقة استحالة انضمامها للحلف الأطلسي بفعل دفاع روسيا الصلب عن خطوطها الحمر، وتردد “الناتو” بهذا الشأن رغم كل استعراضاته البهلوانية، وتأتي تحذيرات كبار مسؤوليها، سواء من قبل رئيسها زيلينسكي، أو وزيري خارجيتها ودفاعها، لتؤكد عدة حقائق مهمة تكشف بمجملها أبعاد اللعبة الأميركية القذرة تجاه روسيا.

أولى هذه الحقائق تتمثل بهذا الكم الهائل من الأكاذيب والدعاية المضللة التي تروج لها إدارة بايدن لتأجيج حدة التوتر بين روسيا وأكرانيا، ودفع البلدين للتصادم العسكري، وبالتالي إعطاء ” الناتو” ذريعة التدخل العسكري بحجة حماية أوكرانيا، استجابة لرغبة كييف، التي لم تنفك تطالب بإمدادها بالمزيد من السلاح والعتاد الغربي، وإرسال جنود أطلسيين إضافيين إلى أراضيها، فيما تتمثل الحقيقة الثانية بصحة تأكيدات المسؤولين الروس، بأن روسيا لا تنوي أبداً مهاجمة أوكرانيا، أو إشعال أي حرب مع دول “الناتو”، بدليل مدها يدها للحوار والدبلوماسية، خلافاً للمساعي الأميركية والغربية لنشر الأكاذيب، والتحريض على تسخين الأجواء المتوترة.

وثمة حقيقة أخرى في غاية الأهمية، هي أن الولايات المتحدة، لا تكترث أبداً بمصير أوكرانيا- وهذا ما سبق أن أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف – وإنما تستخدم إلى جانب شركائها الغربيين أوكرانيا كفتيل لإشعال حرب محتملة، ومحاصرة روسيا بطوق من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولكن ثبت فشلها وعقمها حتى الآن، ولا شك في أن الحنكة الروسية، هي ما يجنب إشعال مثل هذه الحرب، والتي إن حدثت فإنها ستضع الأمن الأوروبي على حافة الهاوية، فضلاً عن أنها ستكون تهديداً مباشراً للأمن والسلم الدوليين في آن معاً.

الولايات المتحدة، ودول حلف الناتو، أخطؤوا مرة أخرى في قراءة الحسابات، وفي قراءة موازين القوى المتغيرة، وقد وضعوا أنفسهم في المأزق الأوكراني، ولا سبيل أمامهم سوى البحث عن مخرج لائق يأخذ الضمانات الروسية بعين الاعتبار، والخطوات الصحيحة لهذا المخرج، تتمثل بالتخلي عن الاستفزازات العبثية، ووقف التصعيد الحاصل، والكف عن إرسال الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، وانتهاج أسلوب الحوار الجاد بعيداً عن لغة التهديد والوعيد، وهذا يكفل الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، ويضمن الأمن والاستقرار لدول المنطقة كلها.

نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة "أتمتة" السجلات العقارية.. هل تحمي الملكيات وتمنع الاحتيال؟ متري إلى دمشق.. علاقاتٌ تعود إلى مسارها الطبيعي بعد طيّ صفحة الأسد المخلوع نساء سوريات يصفن الرعب الذي تعرضن له في سجون الأسد المخلوع "مرور حمص" يبرر منع وصول السرافيس إلى المدينة الجامعية