المراقب لما يجري من تسويات ومصالحات في درعا وريف دمشق ودير الزور وريف حلب والحسكة والإقبال الشديد من قبل المواطنين الذين غرر بهم لإجراء التسويات وتسليم السلاح والعودة إلى حضن الوطن يدرك مدى الأهمية الاستراتيجية لهذة التسويات ومدى نجاعة الآلية التي اتبعتها الدولة لاستعادة اللحمة الوطنية التي تشكل عامل قوة للدولة السورية في مواجهة المتآمرين والعملاء الذين يتربصون شراً بسورية وشعبها.
قطار التسويات والمصالحات يشكل أهمية بالغة لجهة إضعاف الدول الاستعمارية التي تشن عدواناً على الشعب السوري حيث لم يعد بالإمكان تسويق سياسات هذه الدول العدوانية من خلال خلق الفتن بين أبناء الشعب السوري الذي بات على قناعة تامة أن الأعداء لايهمهم سوى تنفيذ أجندتهم العدوانية التي تحقق مصالحهم ولو أدى ذلك إلى تدمير سورية وتشريد شعبها وهذه القناعة تجلت بشكل واضح في إقبال عشرات آلاف المواطنين لتسوية أوضاعهم والعودة إلى كنف الدولة والانخراط في مواجهة الدول الاستعمارية التي تتواجد بشكل غير شرعي على بعض الأراضي السورية.
استعادة اللحمة الوطنية هو بالتأكيد إضعاف لدول العدوان وإفشال لمخططاتها ومقدمة لهزيمتها بشكل نهائي ولهذا فإن دول العدوان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية سارعت لإحياء تنظيم داعش الإرهابي من خلال المسرحية التي أخرجتها في سجن الصناعة بحي غويران بالحسكة والسماح بهروب مئات الداعشيين الى البادية السورية في محاولة للإمعان بنشر الإرهاب وايجاد الذريعة لتواجدها غير الشرعي عبر تضليل الرأي العام بأنها تحارب تنظيم داعش الإرهابي علماً أن هذا التنظيم المأجور صناعة أميركية بامتياز.
قطار التسويات الذي يسير بتسارع كبير و يشكل قوة للجبهة الداخلية يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد مقاومة شعبية اكبر تكون رديفة لبطولات الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب والمحتلين وهو ما يراهن عليه الشعب السوري الذي بدأ باستعادة وحدته الوطنية التي تشكل أحد أهم عوامل القوة التي تقض مضاجع المحتلين وأتباعهم من التنظيمات الإرهابية وتبدد أوهامهم وبذلك لن يحصد الأعداء بأعمالهم الإجرامية ومحاولة إحياء داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية سوى الخزي والعار والهزيمة المحتومة وذلك بفضل الوعي الجمعي للشعب السوري والتفافه حول جيشه البطل وقيادته الحكيمة في الحرب على الإرهاب وتطهير سورية من رجس الإرهابيين والمحتلين.
حدث وتعليق- محرز العلي