بين الشمال والجزيرة السوريين مساحة من لهاث أميركي تركي محموم في حلقات وهم مفرغة لتثبيت خرائط هيمنة استعمارية مرادة لواشنطن وانقرة، وبينهما تناحر لأدوات إرهاب كليهما على نفوذ مرحلي وفتات مكتسبات أوعقد صفقات نهب ولصوصية يصب ريعها في الجيب الأميركي كما هو الحال بين إرهابيي قسد والنصرة في صفقة توريد نفط الجزيرة المسروق ” للجولاني ” في إدلب بتغاض مفضوح من المحتل الأميركي الذي سعى مؤخراً لتبيض سواد إرهاب النصرة، فشركاء الإرهاب جميعهم في اللصوصية واحد.
وما تفرقه ادعاءات محاربة الإرهاب الأميركية وحفظ أمن تركي مزعوم تجمعه الأطماع والمصالح وما تحاول التعتيم عليه التصريحات تفضحه الممارسات على الأرض، فلعاب الجشع الذي يسيل من فكي الأميركي يشابهه بل ويتعداه ذلك العالق على أنياب الطمع التوسعي التركي، حتى مقامرات الحماقة واحدة والرهانات العقيمة ذاتها.
ولم يعد ما تريده شريكتا الإرهاب انقرة وواشنطن مبهماً حتى على أولئك الذين ابتلعوا لسنوات أقراص التضليل الإعلامي وانساقوا وراء أكاذيب أن النظام التركي يريد تأميناً مزعوماً لحدود بلاده من خطر ميلشيات انفصالية تدعمها واشنطن وهو ممعن في البطش والترهيب والقصف العدواني لتهجير أهلنا من مدنهم وبلداتهم في الجزيرة، أو أولئك الذين صدقوا أن أميركا بيت الداء الإرهابي العالمي يهمها أمن الدول أو سلام الشعوب ولو تجملت بكل مساحيق الرياء والتعمية على حقيقة مآربها من وضع العالم بمجمله على صفيح إرهابي ساخن.
انقشعت كل غمامات الخداع والتضليل وظهرت حقيقة أطماع كل من أرادوا تلوين الخريطة السورية بألوان الدم والخراب والاستثمار في تبعات الحرائق الإرهابية المفتعلة وتداعياتها بجرائم اللصوصية ونهب مقدرات السوريين وثرواتهم ومحاولة اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية لتنفيذ أجندات استعمارية.
حدث وتعليق – لميس عودة