الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
نسمع كل يوم عن الأخبار الجديدة في مجال الطب، فنعرف ما هو متميز وجديد، ونجد أيضا إنجازات طبية متميزة بجهود كوادرنا الوطنية وبفرق طبية متألقة باختصاصاتها.
فقد نجح فريق طبي في الهيئة العامة لمشفى دمشق “المجتهد في القيام بعلاج شاب بعمر 34 عاماً يعاني من التهاب قولون تقرحي مع التهاب رئوي كوفيد 19 وسارس كوف 2 بالأدوية البيولوجية.. وتكلل هذا النجاح بنشر علاج هذه الحالة النوعية حيث نُشرت في المجلة المُحكّمة العالمية ميدسين (Medicine)، وهذه المرة الثانية التي تنشر المجلة نجاح علاج حالة في المشفى.
مدير عام الهيئة والمشرف على الحالة الدكتور أحمد عباس أكد لـ “الثورة” أن الشاب الذي أجري له العلاج بنجاح راجع شعبة الأمراض الهضمية بحالة هجمة التهاب قولون قرحي حاد مختلطة بالتهاب رئوي كوفيد 19، وسارس كوف 2، إضافة إلى أنه يعاني من الإسهال الدموي من 6 إلى 8 مرات في اليوم، وارتفاع في الحرارة 38,9 درجة مئوية، وآلام مغص حادة في البطن مع تشخيص قولون في الجانب الأيسر قبل ستة أشهر من مراجعته المشفى.
ولفت الدكتور عباس أن التهاب القولون التقرحي هو مرض معوي مُزمِن، مبيناً أنه تم إجراء جميع الفحوص والاستقصاءات الطبية ودراسة متكاملة لحالة المريض بجهود وتنسيق وتعاون من مختلف الكوادر الطبية.
وأشار إلى أنه في مثل هذه الحالات تتضارب التوصيات حول مشاركة العلاج البيولوجي مع علاج كوفيد ١٩ عند الهجمة الحادة للمرض علماً أن المريض لم يستجب على جرعة عالية من الستيروئيدات، ومن خلال ذلك تم اتخاذ القرار بتدبير الحالة بالأدوية البيولوجية بإشراف ومتابعة لحظية من قبل الاختصاصيين في الشعبة الهضمية.
وأوضح مدير عام المشفى أن متابعة المريض استمرت بشكل دقيق، وتقديم كل ما يلزم حتى تماثل للشفاء وتم تخريجه من المستشفى بحالة جيدة ومستقرة.
وأضاف بأن نجاح علاج هذه الحالة يشكل إنجازاً طبياً لافتاً، نظراً لكون هذه الحالة المزمنة، مؤكداً اعتزازه بالنجاحات التي يحققها الكادر الطبي للمستشفى وتعامله الأمثل مع الحالات المرضية الأكثر صعوبة باستخدام أحدث الأجهزة الطبية.. مثنياً على جهود الفريق الطبي في التعامل ونجاح علاج الحالة، والمكون من اختصاصيي الهضمية الدكتورة فدوى علي، الدكتور معروف الحلبي، الدكتور كمال علاء الدين.
ونوَّه الدكتور عباس بأن المستشفى مجهز بالمعدات الضرورية لإجراء التشخيص والعلاج والعمليات كافة، وأن المستشفى يوفر البيئة الأكاديمية والبحثية المناسبة للكادر الطبي والأكاديمي المتخصص لإجراء مثل هذه الحالات.