لنتساءل معاً: هل أنديتنا أندية بكل معنى الكلمة؟! هل يمكن اعتبار أنديتنا أندية إذا ما قارناها بالأندية المصرية أو أندية المغرب العربي أو عُمان أو الأردن ولبنان وغيرها؟
لنعترف أننا لا نملك أندية حقيقية، فأنديتنا للأسف تراجعت كثيراً عما كانت عليه أيام زمان، رغم أنها كانت فقيرة مادياً، ومنشآتها بسيطة وصغيرة، بينما اليوم أنديتنا أو معظمها، منشآتها أكبر وتملك الاستثمارات إلا أنها أندية قائمة على رمال متحركة، فالانتخابات شكلية لأنها قابلة للتغيير المستمر في مجالس إداراتها، والخلافات تعصف بها، وهي لا تملك الاستقلالية التي تجعلها أندية قوية صاحبة قرار، وفوق هذا وذاك معظم من يدخل مجالس الإدارة يدخلها بأهواء مختلفة، لتصبح الرياضة والألعاب آخر همهم، ولهذا هي غير قادرة على المنافسة خارجياً، ومن ينافس محلياً أندية محددة ثابتة بسبب إما إمكاناتها التي تميزها عن الأندية الأخرى، وإما بسبب جماهيرها التي تساعدها على جذب التجار ورجال الأعمال لتقديم الدعم، ولكنها تبقى في العموم أندية ضعيفة تختلف كثيراً عما كانت عليه الأندية سابقاً، كأندية رياضية واجتماعية وثقافية، أندية بات يدخلها الجميع لمصالح شخصية، فلم تعد رافداً حقيقياً للمنتخبات، ولم تعد حجر الأساس في البناء الرياضي، فأصبحت رياضتنا متواضعة متأخرة بعد أن كانت في سنوات خلت رائدة عربياً على الأقل..
حجر الأساس بحاجة إلى إهتمام وإعادة نظر، بحاجة إلى إصلاح في كل جوانبه، وإلا لن تعود رياضتنا إلى الواجهة، نعم رياضتنا اليوم بحاجة إلى إصلاح في منشآتها وملاعبها العامة من جهة، وفي أساساتها ونقصد الأندية من جهة أخرى، فهل ينتبه القائمون عليها إلى ذلك؟
ما بين السطور- هشام اللحام