الإصلاح الضروري للحياة الفكرية والثقافية والاقتصادية، والانهيار الذي تعانيه وتتخبط فيه المؤسسات الدولية والذي سببه الأطماع السياسية والاقتصادية يقتضي أن نقف مطوّلاً ونُجري أبحاثاً عميقة وشاملة في أصول وفنون العولمة ومفاهيم مابعد الديمقراطية الحديثة (الصهيوأميركية) والليبرالية والأصولية والفكر التكفيري الإرهابي ودخول الصهيونية في كلّ مفاصل الحياة…
الإصلاح يبدأ من تفنيد كلّ تلك المصطلحات المعلّبة المسرّبة إلى عالمنا العربي ومعالجة مشكلات مجتمعاتنا قبل أن ينتهي الغرب والصهيونية من الحديث عن تنظيف تاريخنا العريق العالق كشوكة في حلقهم.
عملية تنظيف تاريخنا لديهم تبدأ بطمر الحقائق وتكذيبها وتشويهها وتزويرها لتصبح الحقيقة كذبة كبيرة يسهل تصديقها عندما تتهاوى المجتمعات وتنهار وتلهث وراء لقمة العيش وكفاف يومها وتنشغل عن الحياة الفكرية والثقافية وتغرق في الحياة الاستهلاكية لمكونات ومنتجات العولمة…
ناقوس الخطر يدق لأن الانسياق في العولمة يجرف كلّ الثوابت وآثار تلك الثوابت في الأجيال القادمة وتخريب البنى والجذور الثقافية والأخلاقية والإنسانية وفرض سياسات العولمة في عوالمنا…
لاتجعلوا من مطامر الحقيقة أكذوبة تنخدعوا بها، فمسار الحقيقة دماء شهداء وعشّاق قضية وأحلام وآمال وتاريخ لن تسقط أوراقه في سنين حرب أو سنين عِجاف، فأعوام الحبّ والسلام والأمان أكبر وأكثر إشراقاً وأنقى حقيقة يمكن تحصيلها…
رؤية- هناء الدويري