الثورة:
هادي دانيال شاعر عربي سوري انخرط في المقاومة قولا وعملا منذ كان في السادسة عشرة من عمره ..حمل البندقية إلى جانب القلم ومضى يرسم دربا جديدا..
انجز خلال مسيرته ومازال اكثر من ٢٥ مجموعة شعرية غير الكتب النقدية..
أصدر منذ أيام مجموعته السادسة والعشرين وقد حملت اسم : مَقْتَلُ الحصان البرّيّ في صَباحٍ بلا دِيَكَة
تَقع المجموعة في 108صفحات، قياس 12/21سم، وتضمّ سبعَ عشرة قصيدة، كُتِبَتْ جميعها في تونس سنة 2021، والقصائد هي على التوالي: قَبْلَ أن ينهض، سُلالةُ بروتس، سوناتا عفرين، قد أرى، تونس الآن!، سوناتا العَتَمَة، (إلى سَعْدي يوسف…)، الفينيقي، “شَمسُ الضّباع”، طُيور الطين، رُبّما، المُعْضِلَة!، الحياة، دماء الحمام على ظلّهِ المُبْتَعِد، مرثيّة الحصان البرّي: إلى باهر، لَعْنَةُ داروِن، طبيعة شامتة.
نقتطف مِن أجواء المجموعة:
البَحْرُ يُحْتَضَرُ
و الطفْلُ يبني مِن رِمالِ الشاطئِ المَهْجُورِ
حضْناً دافئاً
وَرغيفُهُ القَمَرُ
……………..
أرأيْتَ كَيفَ يطيرُ فَرْخٌ مُزْغِبٌ بَيْنَ الصُّقُورِ
والعُشْبَ يَنبُتُ يائساً فَوْقَ الصُّخُورِ؟
والضَّوْءَ يرقصُ في الضّبابِ ويختفي
والجَّمْرَ لَمْ يَشْفَعْ لَهُ حَرْقُ البَخُورِ
فاصْعَدْ إلى الدُّنيا ولا تأبَهْ على دُرَجِ الضَّميرِ
أغْلِقْ وراءَكَ ما عرفْتَ
فإنَّ ظلَّ النورِ في المرآة يَنْثرها شظايا
تَقتِلُ الأبطالَ في الفصْلِ الأخيرِ
………..
كان وَحْشاً يُدَمدِمُ كالرّعْدِ
والريحُ تنتفُ ريشَ الطيورِ التي يتشكَّلُ منها الغمامْ
جَرَّدَ السيفَ مِن غمدِهِ وَمِن حَدِّهِ أبْرَقَ الانتقِامْ
هذهِ الشمسُ لي
قالَ وَهُوَ على عَجَلٍ يُدْخِلُ الشمْسَ في جيبِهِ
ويَعمُّ الظلامْ.