الثورة – خاص – فؤاد العجيلي :
بالأمس خسرت الساحة الأدبية العربية قامة هامة من قامات الأدب والإبداع ، إنه الأديب الروائي والقاص والكاتب المسرحي وليد إخلاصي ، الذي رحل عن هذه الحياة عن عمر ناهز الـ 87 عاماً قضى معظمها في الميدان الأدبي قاصاً وروائياً وكاتباً مسرحيا ودارساً، كما أن له كتابات في الصحافة الأدبية..
أدباء حلب وكتابها ومثقفوها عبروا عن مشاعرهم بهذه المناسبة، معتبرين أن الأديب وإن رحل جسداً فإنه خالد فكراً ونهجاً من خلال الكلمة ، حيث عبروا عن ذلك في حديث خاص لصحيفة الثورة :
• الدكتور أحمد زياد محبك – رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب قال :
إن الأديب الراحل وليد إخلاصي روائي وقاص وكاتب مسرحي مبدع ومجدد، ومواكب للتطورات الفنية والثقافية والاجتماعية في سورية وفي الوطن العربي، كل عمل من أعماله جديد في رؤيته وموضوعه وبنيته الفنية لا يكرر نفسه ، وهو ذو رؤية نقدية عميقة ونظرة مستقبلية متفائلة ، روحه مرحة ونفسه منفتحة على كل الأجيال والتجارب الحداثية ، بل هو رائد الحداثة في الرواية ، ورائد التجريبية في المسرح ، كان له دور فاعل في الوسط الثقافي ، وبنى أجيالا من المثقفين المتنوربن ، وترك تأثيرا واضحا في الحركة الأدبية ولاسيما في المسرح والرواية ، سيبقى ذكره حياً ، وستبقى أعماله تملك حضورها وتأثيرها ، ووضعت عن أدبه دراسات كثيرة، لكن مؤلفاته ماتزال جديرة بالدرس.
• جابر الساجور – مدير الثقافة في حلب قال :
في البدء كانت الكلمة ، وستبقى الكلمة هي الخالدة ، وإن الأديب وليد إخلاصي وإن رحل جسداً فإنه باق أدباً وثقافة ونهجاً ، فمنابر الثقافة في حلب شاهدة على نتاجه الأدبي وحضوره المسرحي ، وما من ملتقى أو مهرجان إلا ويكون الإخلاصي حاضراً فيه.
إن المشهد الثقافي والساحة الأدبية خسرت اليوم قامة هامة من قامات الأدب والإبداع، ولكن عزاءنا فيما تركه لنا من إرث أدبي متعدد الاتجاهات والألوان، الأمر الذي وضعنا أمام مسؤوليات كبيرة كمؤسسة ثقافية ، بأن نعيد قراءة ودراسة نتاجاته ، لأن الجسد رحل إنما الكلمة باقية ، ففي البدء كانت الكلمة وستظل الكلمة سبيلنا إلى بناء الإنسان .
• الدكتور وحيد كبابة – أستاذ النقد العربي القديم في جامعة حلب ، قال :
بالأمس فقدت حلب أديبها الكبير وليد إخلاصي، ذاك الذي نشأنا في السبعينيات على قصصه ومسرحياته ورواياته ، والحق يقال إنه مسرحي بالدرجة الأولى ، فالسرد لديه في أي لون كتب ذو نكهة مسرحية مميزة .
ولم يصل إلينا وليد من كلية الآداب ، وانما من الهندسة الزراعية ، فالهندسة تلمحها في كل تفاصيله ، في حديثه وفي أناقته وحضوره، أما الزراعة فمارسها وظيفة وفعلاً، فيما زرعه في النفوس من أدب جميل .
وأضاف الدكتور كبابة : إلى جانب ذلك كان محاورا وكاتب مقالات ، له العديد من ذلك في الكثير من الدوريات والمجلات العربية ، وتبقى سيرته هي الأجمل عندي، وأقصد بذلك كتابه ( المتعة الأخيرة )، وهو اعترافات شخصية في الأدب، أثار فيها قضايا حساسة شديدة الأهمية من وجهة النقد الأدبي وعلم الجمال ، حتى إنه لم يترك مسألة من مسائل الإبداع إلا طرحها في هذا الكتاب الصغير حجما، الكبير قيمة ، رحم الله وليدا ونفع الناس بأدبه حياً وميتاً ..
• الدكتور سعد الدين كليب – أستاذ الأدب العربي الحديث وعلم الجمال في جامعة حلب ، قال :
لا يمكن أن نتحدث عن جيل الروّاد السوريين خاصة والعرب عامة في القصة والمسرحية من دون أن يكون لوليد إخلاصي مكانة مرموقة في ذلك الحديث، ولا يمكن أن نتكلّم على الحداثة والتجريب من دون أن يكون اسم وليد إخلاصي في المقدّمة، فهو واحد من القلائل الذين أخلصوا للتجريب في المسرح منذ بداياته الأولى، وكذلك التحديث الجمالي في القصة والرواية، ولعلّه الأديب الوحيد تقريباً الذي جمع بين ثلاثة أجناس أدبية وبسوية فنية عالية فيها جميعاً، وهي القصة والرواية والمسرحية، علماً أنّ له في كلّ جنس منها ما يقرب من خمسة عشر عملاً مطبوعاً ، وهو رقم كبير بمختلف المعايير.
وأضاف: إنّ خسارتنا بوليد إخلاصي هي خسارة متعدّدة الجوانب والمستويات ، أما على الصعيد الإنساني والشخصي فلا أستطيع الآن أن أعبّر عما أشعر به من حزن عميق على فقدان صديق كبير عايشته ما ينوف على خمس وثلاثين سنة، كنا فيها أعزّ الأصدقاء وأقرب الأصدقاء وأوفاهم ، فلروح الصديق الكبير وليد إخلاصي السكينة والسلام أبد الدهر.
• الدكتورة بتول دراو – أستاذة النقد ونظرية الأدب في جامعة حلب قالت:
أذكر أني قرأت مرة في كتاب (وليد إخلاصي في إحدى عشرة قصة) لأستاذي الدكتور سعد الدين كليب، أن الأديب الكبير كان يلتزم الصمت عندما يشتد الخلاف في الآراء ليقول لسان حاله : أنتم أحب إليّ من هذا الرأي أو ذاك….
كانت جملة تمثّل وليد إخلاصي في شخصيته وحضوره وإبداعه وتأنقه وحديثه وحواره.