الملحق الثقافي:
كتب الشاعر ابراهيم عباس ياسين حول ظاهرة طغيان الألقاب التي حولت كل شيء إلى مجرد سراب
كثيراً ما نلحظ مثل هذا التعليق على بعض المنشورات النسوية، كحكم قيمة مطلق، وللوهلة الأولى نتوهم أن هذا التقويم لايمكن له أن يصدر إلا عن أديب بمرتبة عميد الأدب العربي طه حسين ، أو عن شاعر بمكانة أمير الشعراء أحمد شوقي، أو مفكر كأدونيس تمثيلاً لاحصراً!! غير أننا بالعودة إلى نتاجات هؤلاء السادة أصحاب هذه التعليقات سرعان مانكتشف أننا أمام كاتب يهرف بما لايعرف، أو شاعر مازال يتعثر بأبسط أوليات الكتابة الشعرية (أقصد اللغة والعروض) وآخر مازال يخطئ حتى بالكتابة القواعدية والإملائية!
ياجماعة الخير!
أفيدونا – بالله عليكم – كيف عرفتم أن هذه السيدة شاعرة وأن ماتكتبه شعراً، وأنتم تجهلون حالات تطابق المبتدأ مع الخبر، ولا تعرفون الفارق مابين البحر البسيط والبحر الأبيض المتوسط؟
الجواب بسيط هنا.. سيقول لنا أكثر من قائل: لِمَ لا وقد تحول هذا الفضاء بفضل السوشل ميديا إلى «وكالة بلا بوّاب» يؤمها القاصي والداني، الأصيل والدخيل، الجوهري والزائف، الأديب المبدع والشاعر المهترئ، وفي نهاية المطاف (ماحدا أحسن من حدا) !!
ومع أني لاأشك في أن بعض الأديبات الجادات والمخلصات لأنفسهن ولأدبياتهن قلما (يغرهن الثناء) ويستطعن التمييز، بمنتهى البساطة، مابين التعليقات التي تتماهى مع منشوراتهن تماماً، وبين التعليقات الذكورية الصادرة عن بعض الرجالات الحالمين برجوع (الشيخ إلى صباه) والتي لاغاية من ورائها سوى (طق الحنك) والكلام الفارغ، والاستعراضات البلهاء لمواهب ضحلة، بائسة، ومثيرة للشفقة، على أنني أرى أنه من الواجب علينا الوقوف على مثل هذه الترهات، بالغة الابتذال والميوعة، وتعريتها تماماً دونما خجل أو مواربة، وعلى الأخص أنها باتت تتنامى وتتكاثر في الحسابات النسوية كالفطور السامة، خشية أن يتحول الأصيل إلى الهامش ويصبح الهامشي هو الأصل.
التاريخ: الثلاثاء22-2-2022
رقم العدد :1084