الثورة – عبد الحميد غانم:
هناك قول للأمير الروسي الكسندر نيفسكي:(من يأتي إلينا وسيفه مسلول، فبهذا السيف سيموت) درس جديد يتلقاه الغرب وأمريكا من أوكرانيا على يد روسيا، بعدما طفح كيل روسيا وتحملت ضغوط الغرب كثيراً حتى نفد صبرها، فلا يمكن إطلاقاً أن تقف متفرجة في حين يموت الأبرياء في دونباس، فجاءت العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين بطلب من جمهوريتي دانيتسك ولوغانسك لحماية مواطنيها من النازية الجديدة واستفزازاتها الدائمة على مدار ثماني سنوات، وكذلك لا يمكن لروسيا أن تسمح بتهديد أمنها القومي، إذ تجاهلت الولايات المتحدة والناتو طلبات روسيا في حماية أمنها القومي.
وقبل أيام قليلة من إعلان الرئيس بوتين بدء العملية العسكرية في أوكرانيا كانت جوقة الغناء الغربي تطبل وتزمر “للسوبرمان” الأمريكي القادم وتقرع طبول الحرب ولا يخلو الإعلام الغربي من استعراض القوة.
لكن ما إن تحركت القيادة الروسية لمواجهة تهديدات النازيين الجدد في أوكرانيا والغرب وأمريكا حتى صمت صخب تلك الجوقة وسكنت واستكانت وتحول “السوبرمان” إلى قط هرم عاجز عن الدفاع عن نفسه لا يقوى حتى على المواء وأصبح مادة للاستهزاء من أقرانه.
لقد أيقن أخيراً الرئيس الأوكراني ومعه أتباعه من النازيين الجدد أن دعوات موسكو للمفاوضات والحوار السياسي هو الطريق الأسلم لحل الأزمة والخلاف، وأدرك متأخراً أن أمريكا لا صاحب لها ولا حليف، فهي تتخلى سريعا عن حلفائها ومن يقف إلى جانبها طالما أن مصالحها مهددة، وهاهو يصرخ اليوم لقد تركوني وحيداً.
ما جرى ليس درساً لأوكرانيا فحسب بل هو درس لكل من يضع يده بيد أمريكا وينفذ أجنداتها دون تفكير، فبالنهاية ستوصله إلى الهاوية ثم تستمتع برؤيته وهو يسقط.
فقبل أوكرانيا كان درس أفغانستان حيث تخلت أمريكا عن حلفائها وأدواتها هناك، وتركتهم يواجهون طالبان لوحدهم، وكذلك الأمر لـ”قسد” وأخواتها والأنظمة التي تتحالف مع أمريكا اليوم مثل نظام أردوغان، فالجميع سيأتيهم الدور وعليهم أن يأخذوا العبر والدروس مما حصل لأمثالهم هناك سواء في أوكرانيا أو أفغانستان أو العراق أو غيرها.
إن ما يجري في أوكرانيا كما قال السيد الرئيس بشار الأسد خلال اتصاله بالرئيس فلاديمير بوتين هو تصحيح للتاريخ وإعادة الأمن والاستقرار بعد عقود من هستريا الفوضى التي خلفتها حالة هيمنة القطب الواحد.