تجار قبل الحدث

يتميز معظم تجارنا بسرعة التفاعل مع الأزمات ، الداخلية والخارجية وفي أي بقعة من العالم ، ويتعاملون معها على مبدأ مع الحدث وغالباً قبل الحدث ، والميزة الأخرى التي يتمتعون بها السمع من أذن واحدة .

فغالباً يستبق التجار الدراسات الحكومية لأي قرار ويرفعون الأسعار تحسباً ، وغالباً سبقوا الدول التي حدثت فيها أزمات ورفعوا أسعارهم قبل أن ترتفع في تلك الدول المأزومة ، ولكن الغريب عند تجارنا أنهم لم يسمعوا مرة واحدة بانخفاض الأسعار، وحجتهم أنهم ثبتوا أسعار صفقاتهم على ارتفاع دون أن يعترفوا مرة واحدة أن مستودعاتهم كانت مليئة بالبضائع التي احتكروها.

الأسعار ارتفعت بشكل لافت منذ بداية الأزمة الأوكرانية ، وأكثر من ارتفاعها في الأسواق الأوروبية التي تعتمد على المنتجات الأوكرانية بشكل مباشر وبنسب أعلى منها في أوروبا ، لا أحد ينفي تأثرنا بما يجري في أوكرانيا ولكن التأثير يأخذ وقتاً ويرتبط بكثير من الأمور التي لم تتبلور بعد ، فعلى ماذا اعتمد تجارنا ؟ .. وأين الجهات المعنية؟

جولة على الأسواق تكشف عن غياب كامل للزيوت في البقاليات ، فأين اختفى الزيت بين ليلة وضحاها ؟ ولماذا ارتفعت أسعار منتجاتنا المحلية بهذا الشكل؟ وأين الجهات المعنية بضبط الأسواق؟

القطاع الزراعي هو الأساس في تأمين احتياجات المزارعين ، وأساس في الصناعة الوطنية التي تعتمد على الإنتاج الزراعي من القطن الى الذرة وعباد الشمس وفول الصويا والشوندر السكري، فلماذا لا تتعامل الحكومة مع المزارعين بمنع توريد المنتجات التي لها مثيل محلي لتدفع بهذه المنتجات للازدهار ، كماً ونوعاً، كما تتعامل مع الصناعيين ؟ … معمل واحد في سورية يُنتج “الحفاضات” للكبار، وهو يتحكم بحاجة الآلاف من كبار السن والجرحى وأسعاره تزيد على 40 % من أسعار دول الجوار وجودته أقل، فلماذا نحمي هذا المُنتج الوحيد ونجعله يتحكم بحاجة عدد كبير من الناس الذين يعتبرون هذا المُنتج بالنسبة لهم كالأدوية المزمنة بحجة حماية الصناعة الوطنية ولا نحمي الآلاف من مزارعي دوار الشمس، ومثلهم من مزارعي الصويا والذرة بمنع استيراد الزيوت لدفع الصناعيين للذهاب الى المزارعين لدعمهم ودفعهم لزراعة المحاصيل المنتجة للزيوت وكل ما يُمكن إنتاجه محلياً؟

 الحل ليس في البقاليات ، الحل في الإنتاج الزراعي والصناعي القائم على الزراعة والذي نملك كل مقوماته، ترشيد الاستيراد للزيوت والأعلاف وغيره من السلع يجب أن يقابله زيادة في الإنتاج المحلي لنصل الى ذروة الإنتاج وصفر الاستيراد.

على الملأ – معد عيسى

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...