الثورة – تحقيق – سمر رقية:
مشكلة النقل العام في ريف طرطوس مشكلة قديمة متجددة،لا بل المشكلة تجذرت واستعصت عن الحل على ما يبدو و رغم التصريحات و الوعود إلا أن الوضع ازداد سوءا .. و مع ذلك المواطن لم يفقد أمله بالإعلام الذي يعتبره ملاذه الأخير الذي يصله بالجهة صاحبة القرار والفعل، بعد أن فقد أمله بحل مشكلته الذي مضى عليها سنوات طويلة.
لهذا السبب تستمر شكاوى المواطنين بشكل يومي على هذا الواقع المرير من طلاب وموظفين ومواطنين حول مأساتهم الكبيرة في هذا المجال.
*في مدينة القدموس..
تبدأ المشكلة من القرى البعيدة التابعة لمدينة القدموس في الوصول إلى المدينة ولا تنتهي عند وصول الطالب او الموظف إلى الكراج بل تبدأ رحلة متاعب جديدة في البحث عن سرفيس يقله لعمله او جامعته إلى مدن اللاذقية وبانياس وطرطوس، وإن وجد السرفيس يكون محظوظا اذا وجد مكانا” ع الرابع” كما يعبر أغلب الشاكين، وإن لم يجدوا السرفيس الذي خطه لتلك المدينة المقصودة تبدأ سياسة “تطبيق” سرفيس وما يتبعها من ابتزاز وملاسنات وغير ذلك، رغم كل ما سبق لم تنته المشكلة بل تبلغ ذروتها عند عودة هذا الطالب أو ذاك الموظف إلى منزله… فمن يقصد كراج بانياس أو طرطوس ليرجع إلى قدموسه يتفاجأ بخلو الكراج من سرفيس بانياس القدموس ،أو طرطوس القدموس، لتبدأ رحلة “التطبيق” من جديد ودفع الأجور المضاعفة والركض والدفش، وهذا ما يحدث للعديد من اهالي القرى عندما يصلون كراج القدموس، يقعون تحت صدمة عدم وجود سرفيس لقريتهم وعلى سبيل المثال لا الحصر سرفيس القدموس “خربة القبو ، التون القرق ، بارياحا”،وغيرهم، اذ تكون آخر رحلة له في الساعة الثانية عشرة والنصف بحجة عدم إعطائهم حصتهم من المازوت المخصص لهم ، هنا يتساءل معظم الشاكين متى ينتهي الدوام الحكومي وأين الالتزام بمواعيد المناوبات.
*اعتذار … ام تهرب؟!!..
سألنا مدير مدينة القدموس العقيد “عدنان أحمد” عن رأيه بهذه الشكوى وماهي الإجراءات المتخذة للحل وما تفسيره لعدم التزام بعض السرافيس بالعمل حتى ساعة المناوبة ؟
قال: نقوم بمعالجة أي شكوى تردنا ونحن نلتزم ضمن الدوام الرسمي ولا علاقة لنا بعد انتهاء الدوام الرسمي بأي راكب.
وعلى ما يبدو نسي او تناسى ان ساحة كراج القدموس تكون شبه خالية من السرافيس بحدود الساعة الواحدة بعد الظهر وخاصة في الأيام الماطرة.
يا ترى هل يعلم متى تخلو ساحة الكراج من السرافيس أم أن الأمر لا يهمه؟.
*الشيخ بدر والدريكيش وصافيتا ..
الامر نفسه تلاحظه على خطوط النقل في مناطق الشيخ بدر وصافيتا والدريكيش .. من خلال المعاناة الحقيقية للمواطن او الموظف كل صباح و مساء وسط عجز الجهات المعنية عن ايجاد حلول او البحث عنها ..
مواطنون وموظفون من تلك المناطق اكدوا ” للثورة” ان هموم النقل اليومية من وإلى الدوام يزيد من أوجاعنا شبه اليومية ، وأضافوا ان الموظف الذي يداوم يومياً يصرف اكثر من نصف راتبه اجور نقل .
* الشيء ذاته في بانياس..
كذلك الحال في مدينة بانياس ليس أفضل مما سبق، وحسب الشكوى ومشاهدتنا للواقع كما هو، فمنذ ساعات الصباح تذهلك حشود الطلبة والموظفين الذين يقصدون مدينة طرطوس لتبدأ رحلة الإذلال بالبحث عن اي سرفيس و”تطبيقه” بالسعر الذي يحدده سائق السرفيس بحجة انه ليس خطه وسيعود من دون اي راكب. والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا أين السرافيس المفرزة على هذا الخط والتي تتجاوز 170 سرفيساً ولماذا تغيب عن خطها وما حجتها؟.
وكذلك حال قرى المدينة أيضا على سبيل المثال لا الحصر “قرى تالين ،خربة السناسل، تعنيتا ،الزوبة” وغيرها الكثير تذوق الأمرين في تنقلها سواء في رحلة الوصول إلى الدوام أم أثناء العودة للمنزل في فترة بعد الظهر. ففي يوم الأربعاء الماضي عندما كنت أعد هذه المادة وعند عودتي من مدينة بانياس إلى القدموس وتحديدا في الكراج القديم في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر كان منظر الحشود المنتظرة سرفيسا للعودة إلى منازلهم يثير الرعب والذعر وسط خلو الكراج تماما من اي سرفيس، خاصة القرى التي تنطلق سرافيسها من الكراج القديم حصرا.
* مسؤولية من…؟!.
مع ذلك تحاول “لجنة تنظيم” نقل الركاب المشترك تحسين واقع النقل المتردي لتأمين نقل المواطن إلى مقصده في كافة الأوقات بعيدا عن التزاحم والانتظار والابتزاز والإذلال، لكن كل ما تقوم به يبقى محاولات خجولة ودون المستوى المأمول …! بدليل الواقع والإمكانات غير ذلك.. وعندما تسأل أصحاب القرار عن حل المشكلة يأتيك الرد وكأنهم لا يمرون ولا يرون ما يجري في تلك المساحة المسماة بـ ( الكراج).
*نراقب التسرب عن قرب..
العقيد “أنور عادل رضوان” مدير مدينة بانياس في معرض رده عن معالجة هذا الواقع، أفاد بأن المديرية تتابع بشكل حقيقي وتراقب وضع كراج بانياس بشكل يومي، وأكد أنه في حال تسرب أي سرفيس عن خطه نقوم بإيقاف بطاقة الوقود الخاصة به، إلى أن يعود ويلتزم بخطه ليتم تسليمه البطاقة مجدداً، إضافة إلى بعض المخالفات عند امتناع سائق السرفيس عن نقل راكب حسب قانون المرور ومنها مخالفات مادية وحجز السرفيس.
*حل جزئي ..والقادم افضل ..
فيما أوضح رئيس بلدية بانياس المهندس “بشار حمزة” وعضو في لجنة نقل الركاب أنه تم حل بعض مشاكل النقل لبعض الخطوط منها قرى المرقب والبساتين، وفي الأيام القادمة سوف نلحظ خطوطا أخرى.
*بالمحصلة..
الفلتان وسوء ضبط أمور السائقين والكراجات العامة لا يبشر بالخير لأن المواطن المأزوم من الضغوط الاقتصادية التي لم تعد تحتمل لا يقبل ولا يقتنع بتصرفات السائقين و حجج المعنيين فإلى متى هذا الوضع المتردي؟!! “سؤال” حال كل مواطن.