الثورة – ترجمة ختام أحمد:
فرضت الدول الغربية وحلفاؤها في وقت سابق عقوبات قاسية على روسيا لعزلها عن الأسواق المالية العالمية، واتهموا موسكو بالاعتداء على أوكرانيا، بعد أن بدأت روسيا عملية خاصة لنزع السلاح و “نزع النازية” عن البلاد في 24 شباط.
قد يشكل تسليح التمويل العالمي المعتمد على الدولار تهديدات استراتيجية واقتصادية طويلة الأجل للمركز المهيمن الذي تتمتع به العملة الأمريكية في الوقت الحاضر.
البروفسور جاياكومار استاذ الاقتصاد أشار إلى أن النظام المالي العالمي القائم على الدولار، والذي يواجه بالفعل تحديات من سياسات الإنفاق الأمريكية والعجز التجاري، يواجه الآن تهديد الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين الصين وروسيا.
وأوضح جاياكومار أن الصين سعت منذ فترة طويلة إلى استبدال الدولار كعملة احتياطية، والآن، بعد أن أدركت كيف يمكن للدول الغربية أن تقطع طواعية بنوك الدولة عن نظام SWIFT وفرض عقوبات عليها، فإن بكين لديها أسباب أكثر للترويج للرنمينبي واليوان الرقمي في الخارج.
كتب جاياكومار أن “التحركات الأخيرة من قبل الغرب لتسليح التمويل الدولي القائم على الدولار قد توفر الحافز الضروري للصين لتسريع الإجراءات لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، وإنشاء نظام مدفوعات مالية عالمي بديل”.
وأشار البروفيسور إلى أن بكين قد تتوخى الحذر من النظام المالي الحالي وتحاول تقليل تعرضها له، في حالة تصاعد الموقف حول تايوان.
قال جاياكومار إن دفع بكين لنشر اليوان الرقمي وإنشاء أنظمة دفع بديلة جزء من خطة الصين للتعامل مع هذه المشكلات المحتملة، وقال الأستاذ إن مبادرة الحزام والطريق الصينية ستوسع بدورها قبول العملة الصينية.
وهو يرى أن “سياسات الرئيس الصيني شي جين بينغ التي تتطلع إلى الداخل”، وعدم استعداده لفتح أسواقه بالكامل هو الحاجز الوحيد على هذا المسار (والأمل الوحيد للولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنة الدولار).
وكتب جاياكومار: “أي تحركات حقيقية لزيادة القبول العالمي للرنمينبي – اليوان الرقمي ستتطلب من الصين أن تفتح أسواق رأس المال بالكامل للأجانب، لكن مثل هذه الخطوة قد لا تتماشى مع استراتيجية (شي) الاقتصادية ثنائية التداول”.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن وضع الدولار مقوض بالفعل بسبب توسع الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتزايد الدين العام و”عجز تجاري كبير” مع الصين، والذي نما خلال السنوات القليلة الماضية.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا والعديد من الحلفاء على روسيا عدة جولات من العقوبات في محاولة لعزلها عن الأسواق المالية العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا.
بقلم: تيم كورسو
المصدر:
Sputnik International