الثورة – رفيق الكفيري:
قمة جبل شامخة لاتعرف الهرم… أرض واسعة لا تعرف خضرتها الاصفرار مصدر الأمان ونبع الحنان، مدرسة في التضحية والفداء والشجاعة والإقدام، إنها الأم السورية وعيدها في كل يوم من أيام بلادي عيد الأصالة والعطاء والإخلاص، كيف لا وهي التي كرست وجودها وأفنت زهرة شبابها لترسم الفرحة والبسمة والتفاؤل على وجوه أطفالها، وحملت وتحمل آلام وآمال ومستقبل الأجيال، فحبك يا أمي هو الوقود الذي يدفعنا لفعل المستحيل، وتختنق عباراتي كلما رأيت خطوط العمر تزين وجنتيك، وكلما رأيت تعب السنين يلقي بكاهله ليوشح رأسك.
عندما تبتسمين تتفتح ورود عمري، وتشرق الشمس في روحي ويزهر الربيع في لبي، وتشدو دقاته بأعذب الألحان، وينتشي قلبي فرحاً وكأني ملكت الكونَ أجمع، الأم في كل حقل من حقول الحياة، وفي كل بستان كبير من بساتين المحبة والحنان، تسكنها نسائم الأمل، وعبق الحنان يحيط بها، ورائحة عطر العطف تفوح منها، مهما تحدثنا عن الأم والأرض السورية تبقى الكلمات عاجزة عن رد جميلك ومكافأتك، وتتلعثم المفردات وتنحني الكلمات أمام عظمة وقوة عطائك فأنت الأم المربية.. والأم الشهيدة.. والأم العاملة.. ومصنع الرجولة والبطولة والفداء، كيف لا وأنت من قدمت فلذة كبدك كرمى لعيون أم الجميع سورية، أمهات سورية الحرائر أنتن للأصالة عنوان، وأنتن المدافعات والمضحيات مع بقية أبناء الشعب، عن عزة وكرامة وسيادة الوطن.
تحية لكنَّ في يوم عيدكنَّ، تحية لمن ربين أبنائهن على حب الوطن، ورسخنَّ مفاهيم الحب والخير والجمال والتجذر في الأرض موطن الهوية والانتماء.
لكل أم ارتقى ابنها شهيداً نقول أنت للفخر عنوان وللعطاء مثال، اعتزي وافخري فالشهداء وسام فخر واعتزاز على صدور جميع الشرفاء في هذا الوطن، هم الذين رسموا ملامح النصر ورحلوا، ولكن لا زالت أرواحهم الطاهرة تخط البطولات والانتصارات، فهم باقون وبعد اليوم لن يرحلوا، بأقلامهم وأحبارها، ببنادقهم ووقودها يصنعون المعجزات، ويكتبون في سفر التاريخ أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء، وهم من برهنوا بالفعل لا بالقول أن الوطن كالأم لايفرط به ولايساوم عليه، وهو يعلو ولا يعلى عليه، كل عام وسورية الوطن وأمهات سورية الخير والعطاء بخير فعيدكن عيد الأعياد.

السابق