أزالت العملية الروسية في أوكرانيا ما تبقى من تلك الأقنعة التي كان الغرب الاستعماري ومعه الولايات المتحدة يحاول الاختفاء خلفها حتى يستكمل رحلة الموت والخراب والهيمنة التي بدأها منذ عقود طويلة على كل دول العالم.
إن مواصلة أميركا ودول أوروبا حملتها الهستيرية العنصرية ضد روسيا، وبالتوازي مواصلتهم دعم النظام الأوكراني وتزويده بكافة أنواع الأسلحة، يؤكد أن هذا التحالف الدموي لا يزال يتشبث بنهج العبث بكل مقومات الأمن والاستقرار العالمي، وبأنه غير مكترث بحقن الدماء وبتسوية الأزمات التي يصنعها على مقاس طموحاته وأطماعه وأهدافه الاستعمارية والاحتلالية حتى لو احترق العالم بأكمله، فالمهم أن يبقى هو المتحكم والمسيطر برقاب الدول والشعوب، حتى يستمر إلى ما لانهاية بنهب الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة أينما وجدت.
الولايات المتحدة تبدو اليوم وكأنها تسابق الزمن لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، أو على الأقل وقفها عند هذا الحد، ليقينها أن الأيام القادمة سوف تحمل في طياتها الكثيرمن المفاجآت الصادمة والكارثية على المشاريع والطموحات الأميركية التي باتت في خطر وجودي حقيقي، بعد نسف كل مقومات بقائها على الأرض خلال السنوات القليلة الماضية.
المؤكد أن ما قبل العملية الروسية، ليس كما بعدها، وهذه حقيقة يجب أن تدركها واشنطن وتفهمها جيداً، لأنها سوف تستهدف إعادة تشكيل النظام العالمي على أسس وقواعد مختلفة غير تلك التي كانت تحكم بها الأخيرة العالم.
الهستيريا الأميركية والغربية مستمرة وتزداد حدة وشدة يوماً بعد يوم، ولكنها لن تستطيع وقف الزمن وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فالعالم بات حاجة إلى نظام دولي جديد يحكمه عدة أطراف متجانسة وليس طرف واحد مهيمن وهو ما يجعل من الوضع خارج عن نطاق السيطرة في كثير من الأحيان كونه لم يعد رهناً بتطورات الموقف فحسب، بل بات رهناً لخيارات وقرارات وضرورات اللحظة التي ترتبط بحماقات الإدارة الأميركية التي تذهب بعيداً في التصعيد والاستفزاز.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي