الثورة – كتب هزاع عساف محرر الشؤون المحلية:
في الوقت الذي تتحدث به وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن ضبطها للأسواق وكثرة الضبوط التي تنظمها، فإن الأسواق تتفنن في رفعها للأسعار، وتتمادى كثيراً في ذلك وعلى عينك يا “حماية المستهلك”، كما أن السوق السوداء تزداد نشاطاً وفاعلية لجهة بيع المواد والمشتقات النفطية والإسمنت وغيرها في ظل انتهاز واستثمار فرصة تقلبات الظروف الجوية وحالة الطقس شديدة البرودة التي تمر بها البلاد، وحيث غياب وسائل التدفئة.
وفي هذه السوق تتوافر جميع هذه المواد خاصة النفطية وعلى جانبي طرق السفر أيضاً وبكميات لا بأس بها وبأسعار كبيرة جداً تفوق إلى درجة عالية المستوى قدرة المواطن، فليتر المازوت تجاوز ال4000 ليرة واسطوانة الغاز أكثر من 100 ألف و”بيدون” البنزين وصل إلى 65 ألفاً، ونضيف هنا أسعار ربطة الخبز والسكر والزيت والسمون والرز وغيرها الكثير وهذه للعلم سلع ومواد تحتاجها كل أسرة يومياً ولا يمكن الاستغناء عنها.
لكن المواطن كسر القاعدة ولم يعد بمقدوره شراؤها بحيث أن هذه المواد والسلع تخلت عنه وتركته يتحسر ويتلوع في آلية اقتنائها، ولو سألنا “حماية المستهلك” عن ذلك لجاءتنا الأجوبة من كل حدب وصوب، ومن كل معني أو مدير فيها محملة بالمبررات والمسوغات التي لا تعطي حلاً ولا معالجات وفقط التبرير والشكوى من الوضع العالمي والحصار.
وإذا كان الله قد أكرمنا بحالة جوية فيها من الخير والأمطار وحتى هطل الثلج فإن الجهات المعنية بددت ذلك بشيء من المعاناة بدل أن تجترح الحلول والبدائل وتخفف من أوجاع الناس وتوفر على الأقل الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية خاصة النفطية منها، لكن الواقع غير ذلك، حيث نلاحظ أن كل جهة تلقي اللوم على الأخرى أو تعتبر نفسها غير معنية بل ومنها وأغلبها تتناقض في توضيح الأمور ووضع المواطن بالصورة الحقيقية، وعلى سبيل المثال الكهرباء التي نسينا أن نذكرها في الموضوع لأننا فعلاً نسينا وهجها وضوءها ولم نعد نعرف عنها شيئاً سوى الكلام المكرر، وحماية المستهلك تتذرع بارتفاع الأسعار عالمياً والسورية للتجارة تتحفنا بالوعود والعهود بأن الزيت والسمن والسكر وأخواتها متوافرة، وشركة المحروقات لا تقل براعة عنها في التبرير والوعود، وتؤكد بأن توزيع مازوت التدفئة مستمر لكن الكميات قليلة، وكذلك الغاز الذي تجاوزت مدة الحصول على الاسطوانة الثلاثة أشهر والنصف، ناهيك عن مؤسسة المخابز التي يتنافس الكثير من موظفيها في ابتداع الأسباب لخلق الازدحام والفوضى وجعل المواطن ينتظر ساعات للحصول على مخصصاته من الخبز الذين أضافوا لمعاناة الحصول عليه قصصاً وحكايات من التسجيل لدى المعتمد إلى الفرن وغيرها إلى آخر حكاية التوطين وما أدراك ما سينتج عنها من إشكالات ومشاكل نحن بأمس الحاجة ألا نقع بها.
نحن في الإعلام الوطني لا نكتب ذلك إلا توصيفاً لواقع ومعاناة وبهدف الإضاءة والمعالجة وأن تكون مؤسساتنا بحق في خدمة المواطن وهي قادرة وتمتلك كل مقومات ذلك..، لكن الواقع رغم التحديات يتطلب المتابعة والمثابرة وتكثيف الجهود أكثر بكثير مما كنا عليه والابتعاد عن التنظير والتسويف.. علينا بالعمل لأنه الأمل الوحيد.