الثورة – بقلم: الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة:
أطفالنا أغلى ما لدينا.. ومع قدوم فصل البرد تزداد الإصابات التنفسية وبشكل شائع عند الأطفال ومن أهم هذه الإصابات التهاب القصيبات الشعرية، وهو التهاب يصيب الأطفال، وبخاصة الرضّع والأطفال أصغر من سنتين.
وذروة الإصابة بين عمر 3- 6 أشهر وعند الأطفال الذين يتغذون بالإرضاع الصناعي أكثر من أولئك الذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية.
ويعتبر هذا المرض من أهم أمراض الشتاء عند الأطفال، وهو التهاب يُصيب الأجزاء الانتهائية من القصبات، أو ما يُسمى بالقصيبات الشعرية، ما يؤدي لتضيقها أو انسدادها مسبباً صعوبة في التنفس عند الطفل.
إن السبب الأساسي لالتهاب القصيبات الشعرية هي الفيروسات، حيث يؤدي الالتهاب لانسداد القصيبات (وهي أحد أجزاء جهاز التنفس الموجود داخل الرئتين) بشكل كامل أو جزئي ما يؤدي للصفير لدى الأطفال.
وبالنسبة للأعراض فتظهر أعراض التهاب القصيبات الشعرية بعد عدة أيام من أعراض الزكام، كالسعال الطفيف، والحرارة المرتفعة، وفقدان الشهية لدى الطفل، وتهيّج الطفل. عند تقدم التهاب القصيبات قد تظهر أعراض جديدة:
• التنفس السريع أي 60-80 نفساً في الدقيقة الواحدة.
• الصعوبة في التنفس.
• الصفير والذي قد يستمر لعدة أيام أو حتى لأسابيع.
• السعال المستمر وقد يستمر لعدة أيام وحتى أسبوعين.
• صعوبة تناول الطعام والشراب ما قد يؤدي للجفاف.
أما المضاعفات فيؤدي التهاب القصيبات الشعرية الشديد لعدة مضاعفات – رغم أن معظم الأطفال لا يشكون من أي مضاعفات لالتهاب القصيبات- انقطاع التنفس (Apnea) هو أهم وأخطر المضاعفات التي قد يؤدي لها التهاب القصيبات، وقد يكون انقطاع التنفس العلامة الأولى لالتهاب القصيبات، بخاصة لدى الأطفال الرضّع وقبل سن الشهرين. التنفس السريع وصعوبة التنفس لدى الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات قد يؤدي لانخفاض نسبة الأوكسجين في دم الطفل، ما يؤدي لنقص الأوكسجين في الأعضاء المختلفة. علامات نقص الأوكسجين لدى الأطفال تشمل ازرقاق أطراف الأصابع واللسان والشفتين، والتنفس السريع، والشخير.
أما بالنسبة لعلاج التهاب القصيبات الشعرية فيكون بالعلاج الداعم فقط، حيث إن جهاز المناعة لدى الطفل يستطيع التغلب على الفيروسات وإبعادها من الجسم، لكن يبقى من المهم تقديم العلاج الداعم للطفل، ومعالجة الأعراض وتفادي المضاعفات.
كما أنه من المهم مراقبة الطفل في البيت، ويشمل الأمر متابعة أعراض وعلامات الطفل، ويجب التوجه للطبيب في حال تدهور حالة الطفل أو ازدياد الأعراض أو العلامات، ومن المهم متابعة التنفس، ووتيرة التنفس، وعلامات الصعوبة في التنفس، واتساع فتحات الأنف، والزراق، وأعراض أخرى قد تدل على مرض شديد.
ويُنصح بتناول السوائل بكمية كافية هو أمر مهم لعلاج الطفل المصاب بالتهاب القصيبات الشعرية، ففي الكثير من الأحيان يسبب التهاب القصيبات الشعرية الجفاف لدى الأطفال، لذا من المهم تناول السوائل لتعويض الطفل عن كمية السوائل المفقودة.
والتهاب القصيبات الشعرية هو مرض معدٍ جداً، وقد يكون خطيراً في بعض الأحيان، لذا من المهم الوقاية من التهاب القصيبات الشعرية وتفادي الإصابة به، حماكم الله وحمى أطفالكم من كل مكروه.