تَجْمَعُ الصهيونية العالمية دول الحلف الأطلسي والعثمانية الجديدة، في لبوس نازية جديدة تحقق مآربها، وها هي تضيف إلى الزنوج الذين استُغلوا لإعمار الولايات المتحدة الأمريكية، العرب لديها في خانة واحدة، وتطالب بتطهير أمريكا وأوروبا منهم وحقدها على العرب أكثر شناعة.
أن تكون أمريكياً أو تابعاً أو لا تكون، ممارسة عنصرية بامتياز.. أي دولة تسعى للنمو وتطوير ذاتها، لتنال مكانها الطبيعي، لابد من أن توأد في مهدها.. كما كان الفرعون يقتل المواليد خشية أن يقضي عليه أحدهم، تفكك الاتحاد السوفييتي، بغباء مَنْ ترأس الحكم فيه قبل ثلاثين عاماً.. إلى أن أنقذ رفاته بوتين مجتهداً ليعيد بعضاً من مجده.. وبقي الفيتو الكلمة الفصل وحقاً مكتسباً لروسيا الوريث الشرعي، لتأخذ مكانها الطبيعي فهي نواة الاتحاد السابق.
مارست روسيا حق الفيتو بجدارة، عندما استخدمته مرات عدة منافحة عن سيادة الدولة السورية أثناء الحرب عليها.
واجه بوتين العِداء الأمريكي والأطلسي لشخصه، وأطاح بالطربوش العثماني. وها هو يمنع زرع قواعد أمريكية على تخوم بلاده في أوكرانيا، أرادوا بها تهديد دولته، خشية قوتها كما قوة الاتحاد السوفييتي السابق، الذي ما كان كتلة صلفة، لأنه لم يستغل البشر كما أمريكا..
حيكت المؤامرة ضد روسيا، وتشيطنت القيادة الهزيلة الهزلية في أوكرانيا، هلعاً من تصاعد القوة الروسية غير المتوقعة.. فأمريكا لا تحيا إلا باحتساء الدم البشري.. كانت في فييتنام وكوبا ثم باكستان، أفغانستان، العراق، ليبيا، فهي تعتبر ذاتها وريثة المملكة التي لا تغيب عنها الشمس.
حاولوا التهديد بالسلاح النووي الذي تمتلكه أوكرانيا، فوضعت روسيا سلفاً المنشآت النووية تحت حمايتها الآمنة.. وهيأت ممرات إنسانية للمدنيين، وأطاحت بمن سخّرتهم أمريكا ليكونوا أعداء في خاصرة رخوة يمكن اختراقها للنيل من روسيا كما جيش لحد جنوب لبنان في حينه.
الجيش الأوكراني المسخر والمدعوم أمريكياً هو اليوم بين مُحاصر ومُستسلم، أما الرئيس المهرج فما زال يتحرك بالكونترول الأمريكي.
الناتو لا يستطيع التدخل خشية الرد الروسي غير المحسوب بالنسبة لهم، وخشية تحويلها لحرب عالمية ثالثة تطحن الأطلسي وتوابعه..
أما عملاء أمريكا فمنشغلون بتزييف حقائق؛ ليستخدمها الإعلام المضلل، كما حدث في الحرب على سورية مع الخوذ البيضاء. أما الدول التي أغلقت حدودها بوجه السوريين يوماً تبادر الآن لاستقبال المهجرين الأوكران، وهذا حق إنساني، حجبوه عن السوريين بجفاء واستخفاف..
وضعوهم في زنازين مفتوحة لكن مسيجة، تاركين الكثير منهم يموت في عرض البحر طعاماً للسمك.. إنه ميزان اللاعدالة واللا إنسانية الذي يتشدقون به.. قطعاً لا شماتة فشعب أوكرانيا طيب بذاته، والسؤال: هل كان المهجَّر السوري شريراً أو شيطاناً؟. بئس ميزان عدالتهم النازي.. تبت أياديكم أيها الأطلسيون والناتويون، وتبت إنسانيتك أيها الغرب اللعين!. يا دمية تحركها الصهيونية العالمية وفقاً لمصالحها وغاياتها. مهما شاركتم في حصار الدول الحرة والآن روسيا سينقلب على رأسكم المجن، ويصير الحصار طوقاً خانقاً لشعوبكم.. فكم ستحتملكم؟؟
أما الأمم المتحدة فلا احتكام لها، فقد شاخت بالقدر الذي لم يعد بوسعها التأثير أو قدرة الضغط في أي مكان يمكن أن تشتعل فيه حرب، حيث جعلها الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين هزيلة بلا هيبة بسبب عدم احترام قراراتها وإفشال معنى وجودها ومبرره في تحقيق السلام العالمي.
وكما وُئِدت عصبة الأمم ووقِعت شهادة موتها، وكتابة صك ولادة الأمم المتحدة، التي ربما دنا وقت نعيها.. أم إن ترياقاً لدى أحدهم يمكنه أن يمنحها إكسير الحياة لعمر آتٍ.. تراه موقفها من عبثية أمريكا وقدرتها على وضع حد لها.. أم حزم أمرها في تحقيق عدالة تحفظ سيادة البلدان.
حرب روسيا أوكرانيا يبدو أنها ستطول زمناً، لأن الصهيوأمريكا والأطلسي ببساطة لا يروق لهم أن يروا روسيا قوية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، الذي اشتغلوا على هدمه سنوات طويلة، فهل ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير، أم ستكون شرارة انبثاق عالم جديد أكثر إنسانية؟..
هل تنشأ منظمة جديدة على رفاة الأمم المتحدة، بعد شيخوختها وعزلها عملاتياً، لتكون أكثر عدالة باستبعاد الهيمنة الأمريكية عليها، بما لم يعد يروق للعالم أجمع، أم إن مؤتمراً دولياً لابد ينعقد؟.. أم سيكون الزر النووي هو الخيار الأخير وتكون نتائجه وفق ميزان لا ربح بل خسارة مطلقة للجميع؟. إلى أين يذهب الأقطاب الجدد، فلابد من اللعب على أرض أوكرانيا والأيام بيننا.
إضاءات -شهناز صبحي فاكوش