بحثت مريضة من ريف حمص الغربي عن دواء اسمه مولسيكور2 وهو منظِّم لضربات القلب وتأخذه بحسب وصفة طبيبها ، لكنها لم تجده في منطقتها ولا في مدينة حمص. وحتى في مدن أخرى كالعاصمة. وقد أكد جميع الصيادلة الذين طرقت أبوابهم أن الدواء مفقود منذ فترة ليست بالقصيرة لأن الشركة المُصنِّعة توقفت عن إنتاجه. وعندما سألنا عن السبب كانت الإجابات موحدة وهو الخلاف القائم بين وزارة الصحة ومعامل إنتاج الأدوية بخصوص التسعيرة. فالوزارة تضع تسعيرة والمعامل تريد تسعيرة أخرى، مبررة عدم التصنيع بارتفاع كلفة الإنتاج وغيرها من الأسباب الكثيرة.
طبعا لا يتوقف الأمر عند هذا الدواء بحد ذاته فهناك مجموعة من الأدوية النوعية والضرورية وكلها مفقودة وللسبب عينه؛ مثل الزيلوريك والغليبوميت 5 وسبيرازول وهو مضاد جرثومي والديتروتاك وهو لمعالجة السلس البولي والديبين وهو مسكن ألم نوعي بالإضافة إلى بعض أنواع الأدوية الأخرى التي توصف لمرضى القصور الكلوي وتشمع الكبد مثل الألبومين والبلازما.
في الحقيقة قد يتحمل المواطن في ظل الظروف الحالية الصعبة جداً قلة أو فقدان بعض أنواع الموارد الغذائية, أو قلة المحروقات لأنه وببساطة يبحث عن بدائل لها, لكن ليس بوسعه أن يتحمل فقدان نوع ما من الدواء لأنه لن يدخل ضمن الحاجات الضرورية الملحة, ولن يستطيع مهما حاول إيجاد بديل أو اختراع طريقة تغنيه عما يرمم صحته أو يسكّن ألمه،فالدواء ليس من الكماليات أو الحاجات الترفيهية فإياكم يا أصحاب الشأن والدواء.
أروقة محلية- سهيلة إسماعيل